الجزائر

انتقام من نوع آخر



بقلم الدكتورة: سميرة بيطام
إقرار العقل بصعوبة الحياة هو مدرسة أستخلص منها التجارب و العبر و خوف القلب من مخاطر الغدر هو عين الإحاطة بالحماية كان لي اهتمام بقضايا أناس بكوا و خافوا و أرادوا الحماية فقط لم يكن لي بد من أن أستوعب ما يحدث في عالم فيه جانب مظلم من حكاية النيل من شرف كلمة الحق و عنفوان تمكين دين الله أحب من أحب و كره من كره .
في خطواتك سيدتي أشتق قوة فهمي لجريمة القتل الغير مباشر و أنت تبدين بابتسامك الساحرة و لا تبالين أشعر ما بداخلك من غضب بل من ثورة في نظراتك الحزينة أفهم أنك في خطر و لا تتكلمين حينما يراد بك رضوخا لمطالب الفساد في مشيتك بهمة عالية محررة من حزام الأمن الهش الذي أحطت نفسك به رسالة لمن يحيطون بك أنك تواصلين مسار الحياة لأنك ترغبين في ذلك و الرغبة متولدة من صراع بين الزمن و بين الرصاصات لما تكون طائشة كتب لها أن تكون لا شيء على جدار الفشل و الإخفاق و من هنا أفهم أن حرية المناداة بالحق لها تعابير و تقاسيم و شروط كم أنت رائعة في مهنتك و شريفة في أخذ كسبك بالحلال و مناداتك بالكفاية عن الفساد و سرقة المال العام الذي أضحى في جيب المغتصبين و المجرمين حكاية أخرى كم تعجبني قامتك أيتها الحرة و أنت تكتبين كلمة الحق على ورق من مخاطرة و بمداد الشجاعة و كم تعجبني هامتك و أنت ترسلين ثقتك حول نفسك لتلفي غضبك بلجام الصبر و الاحتساب فالبيئة فاسدة تفوح منها رائحة الإكراه بالعيش المرير و لكنك تنتقين لقمة العيش بدقة متناهية وسط كوم المضاربات و المساومات يا الله على ترتيباتك لبيت الحكمة في طاعة منك لربك و في امتنان منك لمن باتوا يدعون لك بالخير و الصلاح و التوفيق كم أنت محظوظة و كم أنت موهوبة في مجتمع لا يسمع إلا لصوت الجريمة بكل أشكالها حتى المستحدثة منها بات الفاسدون يتعلمونها بدقة و بتعاليم دين لا يمت بصلة لديانة الإسلام التي شرفت و كرمت المؤمن و ألبسته حلية الأتقياء رائع جدا إنصافك سيدتي في محافل المظالم و أنت تعترضين طريق الطغاة بكل قوة و احترافية في قيادة مصيرك نحو ما يرضي الله و ما يرضي ضميرك كم تبدو سلعة الحق غالية و كم تبدو ضريبة إثباتها شاقة جدا لكنها تدريبات نحو الأفضل و نحو تعلم فنيات الانتقام حينما يكون ضرورة لازمة لبشر لا يريدون السلام و لا يريدون الصفاء بل يريدون السباحة في كل ما هو عكر بوحل الظلم ووسخ الحرام ليس الحرام عبرة تقال لننسب الشر لأهله و نسكت بل هو وصف لكل ما اعترض طريقك سيدتي و أنت تفرزين دقات قلبك لتكون حلالا فتنتعشين في رؤياك للدنيا و تميزين بين الخبيث و الطيب صدقا عاجزة عن تقديري لك و أنت نموذج للطهر و النقاء .
تقولين على مسامعي أن الحب للجميع و تصرحين أمامي أن الانتقام لمن طغى و بغى و قتل الأبرياء و لو بقتل معنوي أو إكراه نفسي جميل هذا العدل و رائعة هي حقوق الإنسان حينما تصان بأياد نظيفة فلا أكل فاخر تتسابقين عليه في مسعاك للبقاء حية و لا ملبس محلى باللياقة تركزين فيه على جمالك فكل همك إنصاف قضية عادلة هي عادلة في رحم الأحزان و لكن تريدين أن يكون ميلادها بغير عملية قيصرية فالعملية تترك آثارا و أنت سيدتي من فئة لا تحب الآثار في عملية الإصلاح و الانجاز الباهر
تخونني الكلمات في وصف نضالك الحر و الوحداني و يرتعد قلمي في تمديد مدة الإعجاب بلياقة شخصيتك لأني ببساطة أستمد الإلهام من نموذج المرأة المحافظة على الشرف و كبرياء العدل في جوف مظالم طالتك و حاولت النيل من جمال ابتسامتك .
و بما أني أعترف بعجز واضح وضوح الشمس في نهارها فاني أفهم منك انتقامك أنه رد فعل للدفاع عن النفس و الخير و الإنصاف و الجمال بكل أوصافه و ألوانه في كل مكان تتواجدين فيه بأحقية القانون و الشرع الإسلامي إسلامي بعلو كلمة الحق و قانوني باعتدال ميزان الحقيقة فضوابط التكريم امتدت لك على طبق من اعتراف و إعجاب و تقدير لشخصك المعطاء و بدون انتضار لكلمة شكر فالوقت لديك أغلى من وقفة سماع لكلمة تقدير لأنه في ضفة المرضى تمتدة أعناق المرضى ينتظرون تتويجك بلقب الكريمات العفيفات الوقورات في مدهم بأمل العيش الرغيد و دنو نهر الظلم الذي طال المظلومين يتوقف في إرساليته لطوفان الفتن حتى يبشرك الباكون ممن هددهم الفساد أن بين يديك شمعة الأمل تضيء كل الدنيا من ظلمها الدامس أحيي فيك انسلاخك من دلال الوالدين و حماية رجال آخر الزمان و أحي فيك تضحياتك الجسام و لن تسع الصفحات كلمات التبجيل لك أيتها الوقورة القوية الغاضبة المتمردة في أوقات الغضب و الاحتقار أشكرك و أقبل جبينك أنك تستحقين وسام الاعتراف بأنك بطلة الأعوام التي خلت و هذا العام بمناسبة قصتك مع الفساد عبر دواليب دارت و لا زالت تدور في حلقة الاستمرار الفاشل أنت النموذج و القدوة و البوصلة التي تدير العالم ليركن لحقيقة أن وعد الله حق و أن الله ناصر عبده المؤمن و لو بعد حين...سلامي لكل المظلومين في العالم و تحية إعجاب لكل البطلات الصامتات في كفاحهن لإنصاف الحق اللامع و تحية تقدير للوالدين من أنجب و ربى طفلة بريئة طاعت ربها فخضعت لأوامره حتى غدت امرأة ناضجة بدروس الحياة و المحن فامتد عودها لتشهر سيف العدل في أوجه الفاسدين على أن رسالة القوة ليس شرطا ان تكون بيد رجل فكريمات الرسالة المحمدية شرفتها المعصومة فاطمة الزهراء و خديجة بنت خويلد و الكاهنة في عصر متوسط من الزمن حتى تصل إلى جميلة بوحيرد و لا تزال القائمة مفتوحة بامتداد عصر الكفاح و لن تتوقف رسالة البطلات حتى تنتهي الدنيا و تقوم قيامة الله على شرار الناس فيكفينا فخرا أن في السماء عدالة إلهية تفوق و تتربع على عرش الكون كله فلا داعي للتضليل أو التهديد أو الاستمرار في توسيع بؤرة فساد الأخلاق و القيم لأن الله سيمكن هذا الدين على أرضه و يكتب القوامة لأناس هم أجدر بإخراج سيف الحق من غمد الخنوع ليمتد بريقها إلى أن تصل إلى فلسطين و تجول في العراق و تنتقل إلى اليمن و سوريا و بورما فتحرر المكبلين بقيود الظلم و الاستعباد..هنيئا لكل مكافح بلغة الانتقام من نوع الحق و من نوع حسن الظن بالله..
و للحديث بقية في نصرة المستضعفين على الأرض من هم مؤيدون في السماء بقدرة قادر و ليس بحكاية فاسد سيتولى الله أمره بسوء خاتمة تكون عبرة لمن يريد الاستمرار في انتهاز حقوق الإنسان.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)