الجزائر

انتقال ديمقراطي نحو مرحلة جديدة



انتقال ديمقراطي نحو مرحلة جديدة
حملت زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج، والوفد المرافق له إلى الجزائر، أمس، رسائل واضحة المعالم تترجم عمق العلاقات المتينة بين البلدين، لاسيما في الظرف الحالي الذي تشهد فيه منطقة المغرب العربي وإفريقيا تحديات أمنية خطيرة، تستوجب التعاون بين البلدين، انطلاقا من الدور الذي لعبته الجزائر في احتضان الحوار الليبي، وأفضى إلى تشكيل حكومة وفاق وطني.الزيارة التي قام بها فايز السراج، والوفد المرافق له، الذي يضم ستة نواب في حكومة الوفاق الوطني، جاءت تلبية لدعوة من الوزير الأول عبد المالك سلال، في إطار سياسة دعم دول الجوار، التي تعتمدها الجزائر على المستويين المغاربي والإفريقي، في ظل التحديات الأمنية التي تعرفها المنطقتان.وتكتسي زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي، طابعا هاما في الوقت الحالي، تزامن مع تشكيل حكومة الوفاق الوطني، بعد مفاوضات عسيرة بين أطراف الصراع برعاية الأمم المتحدة، حيث لعبت الجزائر دورا هاما فيها من خلال احتضانها لجولات الحوار بين الفصائل خلال الأشهر الماضية. وانطلاقا من القواسم المشتركة التي تجمع الجزائر وليبيا، فإن توطيد العلاقات في المرحلة المقبلة يحمل دلالات قوية، تؤكد مضي البلدين في توفير السلم والأمن في المنطقة، بعد رعاية الجزائر لحوار الأحزاب السياسية، رغم العثرات الكبيرة التي شهدتها جلسات الحوار برعاية أممية قادها المبعوث الخاص برناردينو ليون.وأفضت جلسات الحوار الليبي بالجزائر سابقا، إلى تشكيل حكومة وفاق وطني رغم الخلافات التي تباينت بين ممثلي الفصائل المتحاورة، حول بعض النقاط المتعلقة بتسيير الحكومة، إلا أن الانطباع العام حمل رسائل إيجابية أفضت إلى انتقال سلس، وجعل مصلحة ليبيا فوق كل اعتبار. في هذا السياق تبرز المساعي الحثيثة التي تقوم بها الجزائر، لمواصلة مساعدة الأشقاء الليبيين في مواجهة الأزمة الأمنية، التي تعرف فصولها حراكا يستهدف الاقتصاد الليبي، من خلال ضرب المنشآت النفطية من طرف تنظيم ما يعرف ب«داعش». وهو ما يؤكد أن التوافق يبقى الحل الوحيد لتجاوز الخلافات والتوجه نحو مرحلة جديدة، تساهم فيها كل أطراف الحوار المختلفة سابقا، لإيصال البلد إلى بر الأمان وتوحيد الأهداف لمواجهة الأزمة الأمنية التي أنهكت الشعب الليبي، هذا الأخير يعلق أمالا كبيرة على الجولة التي يقوم بها رئيس المجلس الرئاسي إلى عدة دول.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)