انتقادات واسعة لساركوزي بسبب ''مقاربته الأمنية'' اعتقالات جديدة في صفوف الإسلاميين بفرنسا

شهدت فرنسا موجة جديدة من الاعتقالات في صفوف الإسلاميين، حيث تم اعتقال عشرة أشخاص، فجر أمس، في مرسيليا وبوردو وفالنس وروبي. وأشرف جهاز الاستخبارات الداخلية دي سي أر إي على عملية الاعتقالات التي طالت المجموعة التي وصف أفرادها بـ نشطاء معزولين محتملين ، يحملون مواصفات القاتل صاحب الدراجة النارية ، في إشارة إلى محمد مراح.
 أشارت مصادر أمنية إلى أن العملية تمت تحت رقابة القضاة الذين قرروا توقيت المداهمات. وعملنا كل ما في وسعنا حتى لا تتكرر مأساة تولوز ومونتوبان . وتمت الاعتقالات الجديدة بعد عملية الجمعة الماضي، والتي تم خلالها توقيف 17 شخصا ينتمون إلى جماعة فرسان العزة المحلة، وقدم 13 منهم أمام القضاء للمحاكمة. كما طرد خمسة أئمة من جنسيات عربية مختلفة من فرنسا، ومنع دعاة من دخول فرنسا للمشاركة في أكبر مؤتمر إسلامي.
وجرت الاعتقالات تحت الأضواء الكاشفة، وبتضخيم إعلامي غير مسبوق. ولم يفوت الرئيس ساركوزي الفرصة، حيث كان عقد مقارنة ما حدث في تولوز ومونتوبان بأحداث الحادي عشر سبتمبر في نيويورك. وقد أفلح بوش الابن في استثمار عامل الخوف للظفر بعهدة ثانية. وهو نفس النهج الذي يتبعه ساركوزي.
وانتبه خصوم ساركوزي إلى الحيلة، حيث سجل فرانسوا بايرو، مرشح الوسط، أن تدخلات الشرطة بهذا الحجم، تحت رقابة القضاء، ما كان لها أن تكون بطريقة إشهارية وكمسرحية . وقال دوست بلازي، من نفس التيار، من الغرابة أن هذه الأشياء لم تكن موجودة منذ ستة أشهر . للتذكير، كان دوست بلازي وزيرا سابقا وعمدة لمدينة تولوز. وقال مرشح الحزب الاشتراكي، فرانسوا هولاند، إنه كان على الدولة أن تتدخل قبلا ، وكان بإمكانها أن تفعل أكثـر قبلا . وقالت زعيمة الحزب، مارتين أوبري، بشيء من السخرية: أنا مع الصرامة ولست مع المسرحية، وأتأسف لوجود قنوات التلفزيون في عين المكان ، خاصة أن قاعات التحرير كانت على علم بتوقيت المداهمات. وصدرت الانتقادات حتى من المحسوبين على ساركوزي، إذ قالت الوزيرة السابقة للعدل، رشيدة داتي، إن هناك مشكلا حقيقيا في سياسة الاندماج. علينا إعادة تأسيس سياسة اندماج فعلية. ولا يكفي أن تبنى على معرفة اللغة بقدر ما تكون على قيم الجمهورية (...) يجب أن يقتنع هؤلاء الشباب، وهم فرنسيون، بانتمائهم إلى دولتنا . ونفت وجود علاقة عضوية بين قضية مراح والاندماج.