انتقادات الوزير الأول وثورة الشارع الأخيرة زادت في تعجيل المشروع الوزارة تقرر إدخال تعديلات في منظومة تكوين الأئمة

فتحت الاضطرابات الأخيرة التي عاشها الشارع الجزائري مؤخرا، والانتقادات التي وجّهها الوزير الأول لدور الأئمة أعين الوزارة على ضرورة إجراء تعديلات شاملة لتحسين تكوين هذه الشريحة، حيث يجري حاليا التحضير لمشروع منظومة تكوينية جديدة ستدخل حيز التنفيذ خلال الأشهر القليلة المقبلة بغرض تحسين آداء الإمام.
وكشف السيد عدة فلاحي، المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية والأوقاف، في تصريح لـ''الخبر'' أمس، عن البرنامج الجديد الخاص بتكوين الأئمة الذي سيخرج إلى النور قريبا، فور ضبط جميع التعديلات التي توجد في مرحلة متقدمة، حيث أوضح ذات المتحدث بأن الوزارة بصدد التحضير لتدابير جديدة ستُحدث تغييرات جذرية وجوهرية في منظومة تكوين مؤطري المساجد، مضيفا بأن المُراجعة الشاملة الجاري إعدادها في الوقت الراهن الهدف منها تغيير نمط آداء الأئمة، حتى لا ينحصر دورهم في المسائل المتعلقة بالحلال والحرام، ويجوز أو لا يجوز، مثلما عبّر عن ذلك الوزير الأول. وحسب نفس المصدر، فإن المضمون العام للتعديلات سيركز بالأساس على إحاطة الأئمة بالقضايا الدولية والعلوم الاجتماعية ذات البعد الديني، فضلا عن القضايا الاقتصادية حتى تكون لديهم أرضية يتم الاستعانة بها لمخاطبة الجماهير ونشر الوعي وإمكانية التدخل أثناء الأزمات، على غرار الاحتجاجات العارمة التي شهدتها مختلف ولايات الوطن مؤخرا، باعتبار أن الإمام يجب أن يكون على دراية بكل ما يجري حوله من أحداث وتطورات في إطار مواكبة العصر ومتطلباته.
ولتنفيذ البرنامج الجديد سيتم التركيز على الأساتذة الجزائريين لتأطير العملية، فضلا على الاستعانة ببعض مراكز التكوين الأجنبية، حيث تمت مؤخرا الموافقة على تكوين دفعة من 40 إطارا على مستوى جامع الأزهر الشريف بمصر للحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه، وذلك بموجب اتفاقية كانت قد أبرمت في وقت سابق بين الوزارة وإمام الأزهر السابق، مضيفا بأن العملية التي تهدف إلى تحسين مستوى الكوادر والإطارات الدينية ستجسد فعليا بداية من مارس المقبل، وتعد الأهم من نوعها بالنظر إلى العدد المعتبر للدفعة.