أحداث بنغازي واليمن تشعل سباق الرئاسية الأمريكية
تواصلت موجة الاحتجاج ضد ما اعتبر إساءة صريحة من الدول الغربية في مقدمهم الولايات المتحدة للرسول صلى الله على وسلم، لتمتد أمس، إلى السودان التي قام بها محتجون بمحاولة لاقتحام السفارة الأمريكية والألمانية وإنزال علم الولايات المتحدة من فوق السفارة ورفع علم تنظيم القاعدة للتعبير عن سخطهم من الفيلم المهين للرسول ،ما تم حرق السفارة الأمريكية في تونس والسودان وأيضا لبنان، بما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
لم تشفع محاولات كبار المسؤولين في الولايات المتحدة التبرؤ من فيلم ”براءة المسلمين” الذي يتناول النبي والمسلمين بشكل مهين، من أن توقف موجة الاحتجاج في العديد من الدول العربية التي اندلعت بها موجة الغضب منذ يوم الثلاثاء الماضي، وأحرجت الاحتجاجات الأنظمة الجديدة في دول ”الربيع العربي” وعبر قادة اليمن وسوريا وليبيا عن مخاوفهم من أن يؤدي استمرار محاولات المحتجين لاقتحام السفارات الأمريكية من تأزم علاقات بلادهم مع البيت الأبيض خصوصا بعد أن استغل البنتاغون مقتل السفير الأمريكي في ليبيا وعدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية الأمريكية لإرسال تعزيزات أمنية وقوات المارينز التي واصلت انتشارها في اليمن بحجة محاربة الإرهاب.
ولقيت الأعمال والاعتداءات التي قام بها محتجون أمس ضد سفارة الولايات المتحدة الأمريكية انتقادات واسعة واعتراضا كبيرا من قبل مسؤولين يمنيين وصفوا هذه الأعمال بالغوغائية، وعبر الرئيس هادي عن أسفه لما حدث اليوم في السفارة الأمريكية بصنعاء. كما عبرت أوساط يمنية عن موقف أمريكي وصف ب ”الشديد” تجاه اليمن بعد اقتحام السفارة الأمريكية بصنعاء من قبل محتجين قاموا بنهب وسلب كل محتويات السفارة وإحراق عدد من السيارات بداخلها على خلفية الفيلم المسيء للرسول (ص)، كما شاركت العديد من الحركات والأحزاب الإسلامية في مصر، أمس، فى مليونية ”نصرة الرسول” بميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة وميادين مصر.
وانضمت أندوسيا والسودان وحتى فلسطين، أمس، إلى قائمة الدول العربية التي قام بها المحتجون باقتحام سفارات الولايات المتحدة، استجابة للدعوات التي أطلقها علماء دين سودانيون، حيث خرج مئات الآلاف من السودانيين، أمس، في مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة للاحتجاج على الفيلم المسيء، وقام المحتجون باقتحام سفارة ألمانيا في الخرطوم وإنزال العلم الألماني ورفع علم تنظيم القاعدة، كما عرف مبنى السفارة الأمريكية، رغم أنه يوجد خارج الخرطوم لدواع أمنية، موجة من الاحتجاجات قتل خلالها مواطن سوداني.
وضمن مخطط أمني كبير قررت الولايات المتحدة تنفيذه في الدول العربية، وصلت، أمس عشرات من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) إلى العاصمة اليمنية صنعاء لحماية السفارة الأمريكية. ونقل موقع ”يمن برس” الإخباري عن مصادر وصفها بالمطلعة قولها إن طائرة أمريكية وصلت في وقت متأخر إلى مطار صنعاء الدولي وعلى متنها أكثر من 150 جنديا من قوات المارينز لتعزيز حماية السفارة والبعثات الدبلوماسية والمصالح الأمريكية في اليمن. في سياق آخر، أصبحت الهجمات على البعثات الأمريكية في ليبيا ومصر موضوع جدل ساخن في سباق الانتخابات الأمريكية، الذي يولي في العادة اهتمامًا أكبر للقضايا الاقتصادية ولا يهتم كثيرًا بالسياسة الخارجية. وقد بدأ المرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني الجدل باستخدام الحادثتين كأداة لانتقاد السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث اتهم أمس أثناء وجوده في ولاية فلوريدا ضمن فعاليات حملته الانتخابية السياسات الخارجية للرئيس أوباما بالضعف، وبأنه وإدارته أرسلوا للعالم رسائل متعارضة فيما يتعلق باستهداف البعثات الدبلوماسية.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية أعلنت تبرأها من الفيلم المسيئ للرسول ”ص” الذي أنتجه يهودي وبث بالتزامن مع ذكرى أحداث 11 سبتمبر الشهيرة، كما سبق وأن أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، أن حكومة الولايات المتحدة لا علاقة لها بالفيلم الذي تم نشره على شبكة الانترنت والمسيء للنبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/09/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : علال
المصدر : www.al-fadjr.com