لم يدرك الصهاينة أن الوضع العربي الرسمي القائم، ليس هو قدر الأمة، ولذا فلن يعطي الفرصة لكي يقوموا بما تملي عليهم غرائزهم العنصرية.. فالمسجد الأقصى ليس في معرض الصيد السهل للمشروع الصهيوني .. أغرهم أن الوضع الفسطيني مرهق وأن القيادات الفلسطينية تحت ضغط القرارات الدولية وجنوح الإقليم نحو التفتت والمكونات الاثنية.في هذه المرحلة التي كاد البعض أن يبدأ في إقامة المراثي للمسجد الأقصى، كان أبطال القدس من المرابطين الذين أصبح كل واحد منهم مشروع شهادة يعطون الدرس البليغ في الحفاظ عن المسجد الأقصى باللغة التي لا يفهم العدو سواها.. فكان المرابطون في الأقصى جيلا فريدا من أبناء فلسطين، ورغم كل الممارسات التي حاولها العدو في اختراق المجتمع المقدسي بشتى الوسائل، إلا أن هؤلاء الشباب الذين ينتمون لكل الفصائل الفلسطينية ومن غير المنتسبين يتوحدون في هيكلية واحدة باسم المرابطين حماة الأقصى ويحدثون توازن الردع من جديد مع سياسات العدو العنصرية.اجترح هؤلاء الشباب أسلوبا في المقاومة عرف بهم واختصوا به أنه الارتكاز إلى الرجولة والإقدام والفدائية والهجوم على المستوطنين الغزاة وجنود الجيش الصهيوني وقادته بقوة واقتدار، مستخدمين في ذلك أبسط الوسائل من سكاكين وسيوف وسيارات ليوقعوا في العدو الرعب والفرار من القدرة على الاقتراب من المسجد الأقصى.في القدس تتشكل إرهاصات بركان فلسطيني في كل مكان من الوطن فلسطين في الضفة الغربية وفي العمق الفلسطيني وفي غزة، حيث وصلت فصول المعركة إلى أخطرها إنه القدس.. وما العدوان الصهيوني الذي يستهدف الشباب الفلسطينيين في أم الفحم والمثلث عموما وكل أماكن التواجد الفلسطيني في الداخل الفلسطيني إلا عاملا إضافيا لتسخين فوهة البركان.. كما أن الفشل الذي حكمت به القيادة الصهيونية على المفاوضات مع السلطة الفلسطينية أوصل الرسالة البليغة للكل الفلسطيني بأن لا فائدة في المفاوضات المراطونية وأن قيادة الحكومة الصهيونية ما أرادت من تلك المفاوضات إلا الاستفادة من الوقت في إرساء واقع استيطاني يلتهم أرض الضفة والقدس الشريف بمشاريع القصد منها تغيير معالم فلسطين لكي لا يبقى لفلسطين شيء إن سارت الأمور في المفاوضات لتسوية ما.إن الشعب الفلسطيني يشعر في هذه المرحلة بمظلومية عليا بعد أن عاش مجزرة غزة خلال 51 يوما هدمت فيها ثلث مباني قطاع غزة.. وقتل وجرح أكثر من عشرة آلاف فلسطيني انتهت بإحكام الحصار على غزة.. ثم جاء الجنون الصهيوني بالاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى دونما أي رد فعل عربي وإسلامي.. فكان لهذه الأسباب جميعا أن يأتي رد الفعل الشعبي بصورة لم يتوقعها أحد.إن الأمور لن تقف إلى هنا.. إن العدو سيصعد من عدوانه على المقدسات والإنسان.. ولكن الشعب الفلسطيني الذي يتوحد كما لم يفعل من قبل سيملي على العدو لغة جديدة تضطره إلى إعادة حساباته ومن ضمنها أنه سيعرف أن الأقصى خط أحمر.. تولانا الله برحمته.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/11/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com