انتعاش تجارة الأعشاب والتّوابل والبهارات بباتنة

يتواصل إقبال العائلات الأوراسية على الأسواق التجارية بباتنة، خاصة تلك التي تتوفر على محلات لبيع مختلف المستلزمات التي يكثر استعمالها في الشهر الفضيل على غرار التوابل ومستلزمات الحلويات والتمور وغيرها، حيث يتصدّر اقتناء التوابل بمُختلف أنواعها أولويات العائلة الأوراسية بالتزامن مع العشر الأواخر من رمضان لتزيين المائدة بألذ الأطباق التي تحتاج لهذه التوابل رغم الارتفاع المحسوس في أسعارها هذا الموسم الرمضاني.تتميز المحلات التجارية المختصة في بيع التوابل والأعشاب المستعملة في الطهي بولاية باتنة بحركية كبيرة في هذا الشهر المبارك، خلافا لباقي أشهر السنة التي تشهد إقبالا متواضعا للنسوة، حيث تتوزع هذه المحلات بعديد أحياء المدينة باتنة وباقي بلديات الولاية نظرا لأهميتها في المطبخ الأوراسي، خاصة لما تحمله من قيمة عطرية ونكهة تجعل من الأطباق المطهية بها لذيذة ولا تقاوم.
وتكفي الإشارة إلى سوق «الرحبة» المتواجدة بقلب مدينة باتنة، ليتبادر إلى ذهن كل مواطن بالولاية وحتى لزائرها أن الحديث سيكون عن التوابل التي تزين السوق في لوحة فنية رائعة زادتها الروائح الزكية والعطرية للتوابل والبهارات سحرا وجاذبية معروضة ومصطفة بالرفوف، تسرق جيوب الزبائن قبل عيونهم بأسعار تنافسية بالنسبة للتوابل المستوردة من الهند وباكستان، وفي المتناول بالنسبة للتوابل المصنوعة محليا.
وتعتبر هذه الأخيرة أكثر جودة من تلك الأجنبية حسب ما أفاد به أحد الباعة، خاصة إذا كان صاحبها معروفا بهذه التجارة منذ القدم وصادق في عملية إنتاجها من خلال خلط العديد من التوابل والأعشاب لإنتاج بهار معين بأسعار مقبولة.
ويعتبر سعر بعض التوابل المحلية الصنع في المتناول، حيث يُقدر سعر رأس الحانوت 850 دج، والكروية الجبلية 1900 دج، والمزيج المتكون من خليط اللحوم الحمراء والتوابل بلجيكية وإسبانية 2300 دج، أما مادة الفريك فقد شهدت ارتفاعا في سعرها ووصلت إلى 500 دج، والمرمز 350 دج، وهناك من يفضّل اقتناءها كخليط من مساحيق الحبة السوداء والكركم والقرفة والفلفل الأسود والكزبرة والفلفل الأحمر وبذور الكرفس، وغيرها من التوابل والأعشاب.