الجزائر

انتشار مذهل وتداول غير مسبوق للأسلحة البيضاء بوهران



انتشار مذهل وتداول غير مسبوق للأسلحة البيضاء بوهران
@ السيف والرمح و المشراط و«البوشية» الأكثر استعمالا في المواجهات الداميةلا يختلف اثنان حول تفشي ظاهرة الإجرام بوهران على غرار باقي ولايات الوطن وحتى وإن تضاربت الأرقام المستقاة من لدن الجهات المعنية بملف الإجرام من شرطة ودرك و مصالح الإستعجالات الطبية والجراحية التي تستقبل أعدادا متفاوتة من ضحايا الضرب والجرح إلا أن الأكيد هو أن العنف ضرب بأطنابه في المجتمع الجزائري الذي تختلف مرجعيات مكوناته و شرائحه من دينية و عرفية و قانونية حسب المختصين في علم الاجتماع والنفس . وبعيدا عن الإحصائيات التي توجد بمكاتب مصالح الأمن المختلفة والمتعلقة بقضايا القتل والاعتداء نحاول من خلال هذا الملف التطرق الى أساليب أو بالأحرى تطور أداة الجريمة حيث يتفنن المجرمون في ارتكاب جرائمهم التي كثيرا ما تكون بعد ضبط خطة محكمة للإفلات من قبضة مصالح الأمن . السواطير والكلاب الشرسة من ضمن وسائل الاعتداء«بوسبعة» .. «بوشية» .. «الطويلة» .«B14»..«فيزي أربون»... «لاكريموجان» ..قارورات «المولوتوف» .. كل هذه أسلحة محظورة كثيرا ما تكون أداة للجريمة والتي يكون فيها المعتدي قد دّبر جيّدا لتنفيذ خطته ، عكس أدوات أخرى من أشياء جامدة و سائلة قد يضطر الجاني الى استعمالها بعد تطور المناوشات بينه وبين خصمه لتواجدها بمسرح الجريمة كالأقلام والعصي و ماء الجافيل عالي التركيز أو حمض روح الملح ‘' لاسيد وغيرها من الوسائل التي يستعملها المجرم كأداة لضرب ضحيته وإصابتها بعاهة مستديمة في كثير من الأحيان .وحسب العارفين بخبايا ملف الإجرام من مختصين فإن الأحياء الشعبية تبقى المكان الوحيد الآمن للمجرمين حاملي الاسلحة البيضاء نظرا لتركيبتها وميزة أزقتها الضيقة التي تمكن الخارج عن القانون في حالة ملاحقته من الفرار من قبضة مصالح الأمن، هذه الأخيرة مافتئت تعزز من تواجدها بمثل هذه الأمكنة إلى جانب شن مداهمات من حين لآخر لبؤر الإجرام بالأحياء الشعبية في إطار حملاتها المتواصلة لمكافحة الجريمة المنظمة إذ أضحت هذه الدوريات و التي تعرف بعمليات الشرطة تستهدف الأحياء العميقة و تخضع القصر و الكبار لتفتيش دقيق لمجرد الاشتباه فيهم وكثيرا ما تنتهي هذه بالقبض على الهاربين من المتابعات القانونية و حجز كميات معتبرة من الأسلحة البيضاء التي يضطر العديد من الأشخاص إلى حملها سواء للدفاع عن النفس أو بهدف السرقة والاعتداء أو الاستنجاد بها في حالة التعرض للمضايقات ومن المجرمين من يستعمل الكلاب الشرسة للاعتداء خاصة تلك التي يثير مظهرها الرعب في النفوس لضخامة فكها ك ‘' البيتبول ‘' والستاف الأمريكي ‘' و دوبرمان‘'.«البيستوري» من غرف العمليات الجراحية إلى مسارح الجرائموالأكيد أن الأسلحة البيضاء بالجزائر عرفت تطورا في السنوات الأخيرة خاصة مع بداية العشرية السوداء التي مرّت بها البلاد والتي كان فها السلاح الأبيض الأداة الأكثر استعمالا من قبل الإرهابين في تنفيذ مهماتهم القذرة ولعل ذلك كان بداعي الترهيب واستعراض العضلات من خلال التنكيل بجثث الضحايا بالآلات الحادة حتى بعد رميهم بالرصاص . تنامي الجريمة وتطورها والتحركات المكثفة لمصالح الأمن المختلفة لمكافحتها جعلت المجرم يبحث عن أدوات سهلة الحمل و الإخفاء من جهة وأكثر خطورة لدى استعمالها من جهة أخرى فوجد في المشرط الأداة الأحسن لهذا الغرض فانتقل بذلك ‘'البيستوري من غرف العمليات الجراحية إلى مسارح الجرائم والاعتداء .لكن السؤال المطروح هنا كيف وصلت هذه الوسيلة الطبية إلى المجرمين ؟ سؤالنا طرحناه على مستخدمي الصحة فكان رد أغلبيتهم بأن المشرط يوجد لدى محلات بيع العتاد شبه الطبي والتي يهم جل أصحابها الربح السريع مما يسهل للمعتدين مهمة الحصول عليه في وقت أكد لنا البعض الآخر أن مثل هذه الوسائل الطبية ممنوع بيعها لغير المهنيين وهو ما وقفنا عليه من خلال زيارة بعض المحلات المختصة في بيع العتاد شبه الطبي وما أكثرها بالقرب من المستشفى الجامعي بن زرجب و كذا بوسط المدينة فكان بإمكاننا اقتناء هذه الأداة الحادة بكل سهولة . ولا يعني هنا أن المتهم الوحيد في إيصال البيستوري إلى يد المجرمين هم بعض الباعة وحدهم لأن تسرب المواد الصيدلانية والأدوية من المستشفيات وهذا بشهادة مدراء ومسؤولين بهذه المؤسسات الاستشفائية يفتح باب الاتهام على مصراعيه . ناهيك عن الطريقة الفوضوية لمعالجة النفايات الطبية فيبعض المستشفيات والمراكز الصحية خاصة التي تفتقر لمحارق خاصة أو مراكز ردم فترمي بنفاياتها التي تضم إلى جانب المشارط والحقن هذه الأخيرة قد تتحول الى أداة جريمة هي الأخرى .الأسلحة البيضاء تضم أزيد من 120 نوع وحسب العارفين بهذا الملف فإن الأسلحة البيضاء لم تعد تقتصر على الخناجر والسكاكين والسوائل الحارقة وحتى الآلات الحادة كالمشارط وإنما توسعت لتفوق 120 أداة يمكن أن تخرج عن إطار الهدف التي صنعت لأجلها لتكون لدى ملفات مصالح الأمن خلال التحقيقات في جرائم الاعتداء والقتل و نذكر على سبيل المثال مفك البراغي و المطرقة ونازع المسامير و مقلم الأظافر والمقص بأحجامه المختلفة ،فيما تبقى السلطة التقديرية لقاضي الموضوع في تحديد العقوبة ومدتها بناء على معطيات القضية وظروفها فبالإمكان وصف قلم الرصاص كأداة جريمة في حالة استعمل في عملية اعتداء حسب ما أفادنا به أحد المختصين في القانون . ق.م




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)