كانت حكراً على الرجال سابقاً
انتشار متزايد لقاعات الرياضة النسائية بالجزائر
عرف المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة انتشارا واسعا للقاعات الرياضية المخصصة للنساء والتي كانت يوما ما حكرا على الرجال فقط فأصبحت المدن الجزائرية تحتوي على عده قاعات رياضية نسائية وصارت هذه الأخيرة تحظى بشعبية متزايدة هذه القاعات والمراكز التي تقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل اللياقة البدنية واليوغا والزومبا.. وتختلف العروض من مركز لآخر.
الكثيرات من النساء اليوم يعين أهمية الرياضة فأصبحن يتعاملن معها كثقافة وأسلوب صحي خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يرغبن في الحفاظ على صحتهن باتباعهن لأنماط غذائية صحية وحرصهن على ممارسة شتّى أنواع الرياضة رغبة في الحصول على جسم مشدود.
وتشهد هذه الصالات التي عرفت انتشارا واسعا في السنوات الأخيرة إقبالا ليس بالقليل من قبل الفتيات والنساء خاصة في العطلة الصيفية حيث يتفرغن بشكل جيد لهذا النشاط فما إن تعلن العطلة دخولها حتى ييممن وجههن ويوجهن أجسادهن صوب تلك الصالات ليضربن عصفورين بحجر واحد (ترفيه ورياضة).
السيدة هناء. ب صاحبة إحدى الصالات الرياضية في ولاية الجزائر تحب الرياضة منذ صغرها كانت تلجأ للمشي في الخارج والجري ولكن عندما تفشّت كورونا أجبرتها على الانقطاع عن هوايتها نظرا للأوضاع الصحية خارج المنزل فلجأت إلى الحل البديل وهو ممارسة بعض أنواع الرياضة في المنزل ومن هنا تكونت لديها فكرة فتح قاعة رياضية مخصصة للنساء وبالفعل بعد تحسن الأوضاع وزوال كورونا بدأت في تطبيق فكرتها بتشجيع من عائلتها وقد فتحت صفحة خاصة على منصة الفيسبوك للإشهار لمشروعها.
وقد لاقى هذا المشروع الكثير من الإعجاب من قبل الفتيات والنساء فأصبحن يلجأن إلى قاعتها كل على حسب أهدافها وقالت لـ أخبار اليوم إن العديد من الفتيات يقصدن الصالات للانضمام إلى برامج التخسيس نظرا لزيادة أوزانهن التي قد تتجاوز المعدل الأساسي للأوزان الطبيعية لأسباب قد تكون مرضية أو للإفراط في الأكل بجانب النوم لساعات طويلة دون بذل أي مجهود مؤكدة أن الكثيرات منهن يقصدن الصالات للبحث عن الرشاقة التي تقود إلى الجمال الأخاذ.
وأضافت السيدة هناء أنها تقدم لزبوناتها برامج متنوعة وبأسعار مغرية مثل تمارين اللياقة البدنية وتمارين القلب والشرايين حيث يقدّر سعر الحصة الواحدة بـ300 دينار جزائري لمدة ساعتين في اليوم صباحا أو مساء حسب التوقيت الذي يناسب الزبونة وهناك اشتراك شهري للزبونات تتحصل الزبونة من خلاله على تخفيض حيث سعر الاشتراك الشهري بمعدل 8 حصص في الشهر أي حصتين في الأسبوع 2000 دج و12 حصة في الشهر 3 حصص في الأسبوع 2500 دج و16 حصة في الشهر 4 حصص في الأسبوع 3000 دج بالإضافة إلى عروض أخرى وبرامج كالساونا والحمام الشمسي.
كما تعد برنامجا خاصا لكل امرأة يتماشى وخصوصيتها وأضافت أيضا نفس المتحدثة لـ أخبار اليوم أن الكثيرات من النساء لم يسبق لهن أن مارسن الرياضة من قبل وقد وجدن صعوبة في بادئ الأمر من ناحية الصبر والتحمل لكنهن الآن أصبحن يشعرن بقيمة الرياضة وصِرن يجدن المتعة في ممارستها وأصبحت لهن إدمانا كما أكدت لنا أنها تحرص كثيرا على النظافة وهو ما جعل الكثيرات يقبلن على صالتها وأشارت إلى نقطة أخرى مهمة أنها تحافظ على خصوصية زبوناتها حيث لا تسمح بالتصوير داخل الصالة فالمشتركات بمجرد دخولهن القاعة يضعن هواتفهن داخل أكياس مخصصة لذلك عند مكتب الاستقبال وعند خروجهن يسترجعن هواتفهن لضمان الأمان والخصوصية داخل القاعة كما أن لديها أماكن استحمام متفرقة وليست مشتركة حتى أنها تفرض على الزبونات الدخول إلى الساونا بقطع خاصة لأن ممارستها لهذا النشاط لا يعني تجردها من مبادئ الإسلام على حسب قولها فهي تمنع الرجال من الدخول لقاعتها وهو ما يتيح الفرصة أمام المحجبات لخلع حجابهن والتحرك بحرية أكثر أثناء قيامهن بالتمارين الرياضية.
وفي نفس السياق صرحت لنا سيدة أخرى تدعى ل م وهي إحدى الزبونات في هذه الصالة أنها تقصد هذه الصالة منذ حوالي ستة أشهر حيث أصبحت لها إدمانا ونظام حياة وأنها شعرت بتغيرات كبيرة في جسمها وقد وصلت للشكل الذي ترغب به وهذا لا يمنعها من مزاولة الرياضة بل تعزم على مواصلتها لأنها تشعر بالراحة نفسيا وليس بدنيا فقط وأضافت ذات المتحدثة أيضا أنها كوّنت صداقات مع زبونات أخريات وتحولن إلى عائلة صغيرة داخل القاعة وهن يتبادلن مختلف الأحاديث والضحك وهو الجو الذي ساعدهن في المواظبة والمواصلة.
ممارسة الرياضة من قبل النساء داخل الصالات المخصصة لها ثقافة باتت منتشرة في الجزائر وهذا النشاط لم يعد محصورا على فئة أو سن أو طبقة معينة بل أصبح جاذبا للكثير من الفئات العمرية من النساء يلجأن لهذه الصالات لتخفيف أوزانهن وترشيق أجسادهن علاوة عن الترويح عن ملل المنزل والروتين اليومي فضلا عن دور هذه الصالات في إزالة الدهون والمحافظة على صحة القلب والعقل لأنه ببساطة العقل السليم في الجسم السليم .
* سمية بلقاسم
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/08/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum.dz/ar/index.php