الجزائر

انتشار الأسواق الشعبية و التجارة الفوضوية في الجزائر خاصة في شهر رمضان



تعرف مختلف مدن و بلديات الجزائر في معظم أزقتها و شوارعها خلال الشهر الفضيل بظاهرة أصبحت معتادة لدى المجتمع الجزائري، أين تكثر الأسواق العشوائية و تزداد التجارة الفوضوية التي ينساق المواطن الجزائري اليها و يتوافدون عليها بالآلاف غير مبالين بمصداقية المنتوج أو نوعيته أو حتى في الكثير من الأحيان إلى تاريخ نهاية صلاحيته، لان همهم الوحيد هو السعر فقط ، فمن المعروف أن الأسواق الفوضوية و العشوائية تمتاز بانخفاض الأسعار التي تتلاءم و مقدورهم الشرائي خاصة و أن الكثير من التجار يستغلون شهر رمضان برفع الأسعار في مختلف السلع رغم وفرة المنتوج الذي يقتنونه من تجار الجملة بنصف السعر الذي يعرضونه في الأسواق حسب ما تطلعت عليه جريدة "المسار العربي" عند تنقلنا إلى بعض أسواق الجملة بالجزائر العاصمة، هذا و من الملاحظ أيضا أن معظم الأسواق تعرف فوضى في عرض السلع، إذ يعرض كل من هب و دب سلعته على الأرصفة و الطرقات إذ تتسبب في الكثير من الأحيان إلى خلق اختناق في الحركة المرورية بسبب طغيان هؤلاء التجار على الأرصفة و الطرقات الخاصة بالراجلين و السيارات.
و أهم ما استقطبناه خلال تقربنا من بعض المواطنين سلوك مشترك بين الشكوى من ارتفاع الأسعار والتهابها و وعدم التواني عن اقتنائها، فالأسواق هي المكان الوحيد التي تعج بالحركية و التي تتميز بالتسابق لاقتناء المواد الغذائية، فحسب العديد من المواطنين الذين التقيناهم، أكدوا لنا أنهم لم يشتروا كل ما يلزمهم بسبب ارتفاع الأسعار إضافة إلى تهافت المواطنين على السلع الأقل سعرا التي لم تلبي عدد المستهلكين المقبلين عليها، وفي سؤالنا عن الأسعار الكل يعتبر السبب هو الجشع والطمع في الربح السريع و الفائدة، وعن أسعار اللحوم وبالرغم من موجة الأقاويل التي سبقت اقتناء اللحوم المجمدة إلا أن الأسعار جعلت الكثير من العائلات تتخذها مخرجا للتقليل من ميزانية قفة رمضان، الا ان طمع التجار ليس السبب الوحيد لذلك بل تشترك فيها تراجع الثقافة الاستهلاكية لدى الجزائريين وما ينجر عنها من تهافت لاقتناء المواد الغذائية بشكل عام، وهو ما ينتهزه المضاربون في فرض أسعارهم الجنونية على حساب المواطن الذي لا يجد خيارا آخر سوى شرائها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)