انتاج البطاطا في فرنسا

من عجائب هذه البلاد وعبادها، أن يتم تمييع كل شيء حتى البطاطا، هذه المادة التي يضربنا بها المضاربون بها للعين في كل سنة، فبعدا ان وصل سعرها العام الماضي الى ما اسفل الساقين، ارتفعت هذا العام لدرجة أن صرنا ندعو معها رب العالمين ان لا ترتفع أكثر من سعر اللحم، لأن المصالح المعنية ومع الأسف تتعمد استراتجية خارقة للعادة، تحث الفلاح على الإنتاج وتصر على ذلك، وحين يكون الإنتاج وفيرا لا تحاول هذه المصالح شراح الفائض من المحصول من عند الفلاح حتى يبقى مستمرا في انتاجه وتبقى ثقته في دولته، ولكن تعطي له ظهرها وما على الفلاح سوى تخليل البطاطا او عصرها وشربها او رميها او تركها في تربتها ولا ضير ان جن فلاحنا او خرج من جلده بعدما يرى مستقله الفلاحي يضيع وهو الذي اجتهد وثابر بعد ان الحت عليه المصالح الفلاحية العام الماضي بأن يكثر من زراعة البطاطا، وهذا العام بعدما وجد الفلاح نفسه قد ضرب على القفا في قضية البطاطا العام الماضي امتنع عن زراعة هذه المادة، وبعضهم طلق الأرض بالثلاثة وراح يعمل حارس في ورشة، لذا هذه المرة البطاطا هي التي اشترت المواطن وليس العكس بعدما خشينا ان ينافس سعرها سعر اللحم، ولأننا نحل مشاكلنا دوما في الخارج وثمة من يريد جعل هذه البلاد تستورد كل شيء من العمال الى البطاطا فالأكيد اننا سننتج بطاطا في فرنسا ما دام اننا نستورد منها تقريبا كل شيء حتى الاحلام .