الجزائر

انبهرا بجمالها وسحر طبيعتها بعد زواجهما‮ ‬



قرر الشاب الأمريكي‮ ‬أندرو فاراند العيش والاستقرار في‮ ‬الجزائر،‮ ‬وذلك بعد ارتباطه بألمانية أين قادهما القدر إلى الجزائر التي‮ ‬قررا الاستقرار والبقاء بها بشكل دائم‮.‬هكذا تزوجا وقررا العيش في‮ ‬الجزائر ‮ ‬ تعود القصة الملهمة إلى شهر أوت‮ ‬2016،‮ ‬عندما كان أندرو ونينا مع صديقتهما تانيا،‮ ‬يدردشون في‮ ‬حديقة فندق في‮ ‬الجزائر العاصمة،‮ ‬ويمزحون‮ ‬إذا كنت حيوانا،‮ ‬فمن ستكون؟ أيها‮ ‬يناسب شخصيتك؟‮ ‬أجابت تانيا عن سؤالها أولا‮ ‬السلحفاة‮ ‬،‮ ‬وبررت اختيارها لأنها تناسبها تماما‮. ‬عندما جاء دور نينا،‮ ‬أجابت بشكل حاسم‮ ‬البلاتيبوس‮ ‬،‮ ‬ويعرف أيضا باسم خلد الماء أو منقار البطة وهو حيوان برمائي‮. ‬وبررت اختيارها‮: ‬إن خلد الماء لديه مزيج‮ ‬غريب من الميزات التي‮ ‬لا‮ ‬يمكن أن تلتقي‮ ‬عادة،‮ ‬ولكنها تتناسب تماما مع بيئته الفريدة‮ . ‬وكانت الشابة قد أجابت عن نفس السؤال في‮ ‬مقابلة عمل،‮ ‬وقالت إنها كانت تشبه‮ ‬البلاتيبوس‮ ‬في‮ ‬حياتها،‮ ‬ومنتجا مخصصا لتجاربها،‮ ‬وتكيّفت بشكل جيد مع الظروف الخاصة التي‮ ‬عاشت فيها‮. ‬في‮ ‬سنة‮ ‬1988،‮ ‬كان عمر نينا سنة واحدة،‮ ‬وكان والدها مدير شركة هندسية ألمانية بارزة،‮ ‬عرض عليه الانتقال إلى مصر،‮ ‬ورغم أنه لم‮ ‬يسبق لوالديها زيارة مصر من قبل،‮ ‬ولم‮ ‬يكونا في‮ ‬ذلك الوقت‮ ‬يتحدثون اللغة العربية ولا‮ ‬يتحدثون سوى القليل من الإنجليزية،‮ ‬لكنهم كانوا مغامرين وقبلا العرض وانتقلا إلى القاهرة‮. ‬عاشت نينا في‮ ‬الجيزة في‮ ‬مصر،‮ ‬ودرست في‮ ‬المدرسة الألمانية هناك وطافت حول الأهرامات،‮ ‬وعندما أصبح عمرها‮ ‬9‮ ‬سنوات،‮ ‬عادت عائلتها مجددا إلى جنوب ألمانيا،‮ ‬ومكثت هناك لمدة سنتين،‮ ‬قبل أن تنتقل العائلة مجددا إلى الهند،‮ ‬حيث مكثت‮ ‬8‮ ‬سنوات كاملة،‮ ‬ودرست في‮ ‬المدرسة الأمريكية بدلهي،‮ ‬وارتدت الساري‮ ‬في‮ ‬الحفلات الموسيقية‮. ‬أينما كان الحب،‮ ‬كان الوطن،‮ ‬تتحدث نينا‮ ‬4‭ ‬لغات،‮ ‬وعاشت في‮ ‬6‮ ‬دول،‮ ‬وزارت عشرات البلدان‮ ‬،‮ ‬ولكنها لا تشعر بالانتماء لأي‮ ‬منها بما في‮ ‬ذلك بلدها الأم ألمانيا،‮ ‬تشعر بالراحة عندما تتحرك وتسافر‮. ‬يقول أندرو‮: ‬كان طريقي‮ ‬الخاص مختفا تماما،‮ ‬ولكني‮ ‬أيضا متأثر بماضي،‮ ‬بالدروس والأفراح والأغنيات التي‮ ‬ميزت طفولتي‮ ‬في‮ ‬بالتيمور ورحلاتي،‮ ‬بطريقة ما قادني‮ ‬هذا الطريق إلى حياتنا المغتربة الغريبة والرائعة في‮ ‬الجزائر‮ ‬،‮ ‬ويقول ابن بطوطة الأمريكي‮ ‬أنه بالرغم من سفرياته وتنقله،‮ ‬كان له دائما بيت‮ ‬يعود إليه،‮ ‬ولكن نينا لم تكن كذلك،‮ ‬عندما عادت إلى ألمانيا من أجل الجامعة،‮ ‬أخبرته ذات مرة أنها لا تشعر بالانتماء لبلدها‮ ‬تخيل أن تعود لبلدك ولكن تشعر كأنك طالب أجنبي‮ . ‬وفي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬كان أندرو‮ ‬يحصل على تسهيلات في‮ ‬سفره كمواطن أمريكي،‮ ‬فإن حالة نينا لم تكن كذلك‮. ‬يقول أندرو فارو‮: ‬كانت نينا تحن إلى مصر والأماكن التي‮ ‬نشأت فيها،‮ ‬ولكنها لم تكن لها علاقات هناك،‮ ‬حتى أنها فقدت مهارتها في‮ ‬اللغة العربية،‮ ‬ولم تعد تتحدثها كما كانت طفلة صغيرة‮ . ‬في‮ ‬شهر ديسمبر الماضي،‮ ‬عرض ابن بطوطة الأمريكي‮ ‬على نينا الزواج في‮ ‬القاهرة،‮ ‬وتزوجا رسميا،‮ ‬يوم‮ ‬8‮ ‬سبتمبر‮ ‬2018،‮ ‬وأقاما حفلا في‮ ‬حديقة منزل والديها في‮ ‬ألمانيا‮. ‬يوم زفافهما،‮ ‬مشت العروس نحو زوجها على أنغام أغنيتهما الجزائرية المفضّلة،‮ ‬بعدما قررا الاستقرار في‮ ‬الجزائر،‮ ‬عملا بالحكمة القائلة‮ ‬أينما كان لديك أصدقاء،‮ ‬فذلك هو بلدك،‮ ‬وأينما وجدت الحب،‮ ‬فذاك هو منزلك‮ . ‬ويختم أندرو القصة‮: ‬أنا ونينا وجدنا منزلنا الصغير الخاص بنا،‮ ‬الذي‮ ‬سنأخذه معنا أينما ذهبنا‮ . ‬علاقة‮ ‬غريبة بين أمريكي‮ ‬وبلد اسمه الجزائر تبدو علاقة ابن بطوطة الأمريكي‮ ‬بالجزائر‮ ‬غريبة بعض الشيء،‮ ‬ولكنها في‮ ‬الواقع علاقة قوية جدا،‮ ‬جعلته‮ ‬يستقر بها،‮ ‬يتعلم لهجة أهلها ويكتشف مناطقها وتقاليدها،‮ ‬يقرأ تاريخها،‮ ‬يصور تراثها،‮ ‬وأكثر من ذلك‮ ‬يروج لمعالمها،‮ ‬ويجذب السياح الأجانب إليها من خلال مدونته‮ ‬ابن بطوطة‮ ‬،‮ ‬ثم‮ ‬يقنع فتاة أحلامه بالزواج والاستقرار في‮ ‬الجزائر‮. ‬أندرو فارو،‮ ‬أمريكي‮ ‬الأصل والجنسية،‮ ‬ولد وكبر في‮ ‬مدينة بالتيمور في‮ ‬ولاية ميرلاند شرق العاصمة واشنطن،‮ ‬درس في‮ ‬جامعة‮ ‬جورج تاون‮ ‬،‮ ‬تخصص في‮ ‬العلاقات الدولية واللغات،‮ ‬على رأسها اللغتان الفرنسية والعربية‮. ‬منذ التحاقه بالجامعة سنة‮ ‬2004،‮ ‬بدأ هوس أندرو فارو بالسفر واكتشاف ثقافات البلدان الإفريقية،‮ ‬حيث كان‮ ‬يحرص على التقاط الصور والتأريخ لسفره،‮ ‬ومشاركة مغامراته مع عائلته وأصدقائه،‮ ‬قبل أن‮ ‬يقرر إنشاء مدونة بعنوان‮ ‬ابن بطوطة‮ ‬،‮ ‬التي‮ ‬جعلها منبرا للتعريف بالتنوع الثقافي‮ ‬والسياحة في‮ ‬الجزائر لاحقا‮. ‬ولأن‮ ‬ابن بطوطة‮ ‬مرجع لهواة السفر والاكتشاف وملهم أندرو،‮ ‬اختار تسمية نفسه‮ ‬ابن بطوطة‮ . ‬
هكذا قرر الاستقرار في‮ ‬الجزائر في‮ ‬2013
استقر أندرو فاراند بشكل نهائي‮ ‬في‮ ‬الجزائر،‮ ‬بعدما طاف عددا من البلدان العربية،‮ ‬على‮ ‬غرار سوريا في‮ ‬سنة‮ ‬2005،‮ ‬والأردن والمغرب بعدها بسنوات قليلة،‮ ‬في‮ ‬رحلته لتعلم اللغة العربية واللهجات المحلية للبلدان العربية،‮ ‬زار ابن بطوطة الأمريكي‮ ‬الذي‮ ‬يبلغ‮ ‬33‮ ‬سنة من العمر،‮ ‬الجزائر،‮ ‬لأول مرة سنة‮ ‬2012،‮ ‬وهو‮ ‬يعتقد أنها ستكون محطة أخرى مثل جميع المحطات التي‮ ‬مر بها من قبل،‮ ‬لكن علاقته بالجزائر كانت أقوى من ذلك‮. ‬توالت الزيارات خلال نفس السنة،‮ ‬ومع حلول سنة‮ ‬2013،‮ ‬كان أندرو فارو قد قرر الاستقرار بشكل تام في‮ ‬هذا البلد الذي‮ ‬سحرته طبيعته وتنوعه الثقافي،‮ ‬وجذبته طبيعة حياة شعبه ولهجته الغريبة‮. ‬يقول أندرو‮: ‬كان انتقالي‮ ‬من العربية الفصحى إلى اللهجة العامية صعبا،‮ ‬في‮ ‬البداية،‮ ‬وجدت اللهجة الجزائرية صعبة،‮ ‬لكن بمساعدة الأصدقاء،‮ ‬أصبحت أتقنها‮ . ‬في‮ ‬الجزائر العاصمة،‮ ‬بدأ أندرو فارو العمل في‮ ‬جمعية دولية‮ ‬غير ربحية للتعليم،‮ ‬تربطها علاقات مع شركاء جزائريين،‮ ‬إلى جانب ممارسته للتصوير،‮ ‬التدوين والكتابة وتقديم محاضرات في‮ ‬المناسبات والأحداث الشبابية،‮ ‬على‮ ‬غرار‮ ‬ويكي‮ ‬ستاج الجزائر‮ ‬وغيرها،‮ ‬من أجل تحفيز الشباب الجزائري‮ ‬على الكتابة والتدوين والسفر ومشاركة الخبرات‮. ‬يقول أندرو فارو عن الجزائر‮ ‬عندما بدأت بزيارة الجزائر،‮ ‬اكتشفت أنها ليست كما قرأنا عنها في‮ ‬الجرائد ونتخيلها،‮ ‬وجدت بلدا آمنا،‮ ‬الناس‮ ‬يرحبون بالأجانب ويستقبلونهم جيدا،‮ ‬الجميع‮ ‬يبحث عن تأمين لقمة عيشه،‮ ‬شعرت بالراحة بينهم،‮ ‬وأصبحت أشعر بالراحة أكثر من الجزائريين أنفسهم‮. ‬عشت معهم تجارب جميلة،‮ ‬فهم‮ ‬يحبون المزاح والضحك مهما كانت الحياة اليومية صعبة‮ .‬
الشخشوخة‮.. ‬الطبق التقليدي‮ ‬الذي‮ ‬سحره
يذهب ابن بطوطة الأمريكي‮ ‬إلى الأسواق الشعبية،‮ ‬يشتري‮ ‬الخضراوات والفواكه وما‮ ‬يلزمه لتحضير الطعام،‮ ‬يتناول الأطباق الجزائرية وعلى رأسها الشخشوخة،‮ ‬الطبق التقليدي‮ ‬الذي‮ ‬سحره،‮ ‬ويكتب في‮ ‬مدونته باللغة الإنجليزية عن قصصه مع كل ما هو جزائري‮. ‬نشر أندرو فاراند قصته مع البوراك وشربة الفريك،‮ ‬أشهر طبق جزائري‮ ‬في‮ ‬رمضان،‮ ‬يتجول الشاب أيضا في‮ ‬المناطق الجزائرية من شرقها إلى‮ ‬غربها،‮ ‬فبعدما زار مدينة وهران ومدينة قسنطينة وغيرها،‮ ‬زار الصحراء التي‮ ‬فتنته أكثر من أي‮ ‬منطقة أخرى،‮ ‬ونشر في‮ ‬تدوينة طويلة بعنوان‮ ‬الجزائر بعيون أمريكي‮ ‬،‮ ‬تنقل تفاصيل رحلته إلى المناطق الصحراوية الجزائرية،‮ ‬وفي‮ ‬الأحياء القديمة والمناطق الأثرية والشعبية،‮ ‬يتنقل ابن بطوطة الأمريكي‮ ‬أيضا ويلتقط صورا‮ ‬يشاركها في‮ ‬صفحاته على‮ ‬الفايس بوك‮ ‬،‮ ‬و إنستغرام‮ ‬والمدونة،‮ ‬ويقول أندرو عن هذه التجربة‮: ‬يتفاعل الناس بشكل كبير مع الصور التي‮ ‬أنشرها،‮ ‬وهذا الأمر‮ ‬يشجعني‮ ‬كثيرا للمواصلة،‮ ‬خاصة تعليقات الجالية الجزائرية في‮ ‬الخارج،‮ ‬عندما‮ ‬يتذكر الناس ذكرياتهم في‮ ‬الأحياء الشعبية القديمة ويحنون لأيام الطفولة،‮ ‬وهذا‮ ‬يدفعني‮ ‬لالتقاط المزيد من الصور‮ . ‬يركز أندرو فاراند في‮ ‬عملية التصوير على كل ما هو تقليدي‮ ‬في‮ ‬الجزائر،‮ ‬دون أن‮ ‬يهمل الجانب الحضاري‮ ‬منها‮: ‬أصور الملابس التقليدية مثل الحايك ولباس الصحراء،‮ ‬أبحث عن الأشياء التي‮ ‬لا نملكها في‮ ‬أمريكا‮ . ‬يرشد السياح الأمريكيين في‮ ‬الجزائر،‮ ‬يقول أندرو،‮ ‬إنه من بين الامتيازات الخاصة التي‮ ‬تحصل عليها باعتبارك واحدا من الفئة القليلة للأمريكيين الموجودين في‮ ‬الجزائر،‮ ‬هي‮ ‬تلقي‮ ‬الكثير من المكالمات المهمة من السياح الأمريكيين الذين‮ ‬يمرون بهذا البلد‮. ‬وبالنظر إلى قلة ما هو مكتوب عن الجزائر باللغة الإنجليزية،‮ ‬فمن المنطقي‮ ‬أن العديد من المتحدثين باللغة الإنجليزية سيزورون مدونته عاجلا أو آجلا،‮ ‬لأنها توفر قاعدة معلومات مهمة عن الثقافة الجزائرية للراغبين في‮ ‬اكتشاف هذا البلد‮. ‬ويروي‮ ‬أندرو فاراند قصته مع السياح الأمريكيين،‮ ‬في‮ ‬الصيف الماضي‮: ‬كان هناك جيف وستيف،‮ ‬المغامران من مدينة مينيسوتا الأمريكية،‮ ‬عثرا على تذاكر رخيصة جدا ذهابا وإيابا بين مينيابوليس والجزائر،‮ ‬وقاما بشرائها قبل إجراء أي‮ ‬بحث عن الوجهة التي‮ ‬يقصدونها‮. ‬بعدها تساءلا بشكل أو بآخر‮: (‬هل ارتكبنا خطأ مجنونا بالمجيء إلى الجزائر؟‮) ‬يحكي‮ ‬ابن بطوطة الأمريكي‮ ‬أنه طمأنهما أنهما لم‮ ‬يفعلا شيئا سيئا،‮ ‬وساعدهما في‮ ‬رسم رحلة مبهجة لمدة‮ ‬10‮ ‬أيام‮ ‬التقينا لتناول طعام الغداء في‮ ‬آخر‮ ‬يوم لهما في‮ ‬الجزائر،‮ ‬كانت متعة كبيرة على جميع الأصعدة‮ . ‬من القصص الأخرى التي‮ ‬حصلت لأندرو مع السياح الأمريكيين،‮ ‬أنه بعد وقت ليس ببعيد،‮ ‬اتصل دانيال،‮ ‬وهو صديقه من لوس أنجلوس،‮ ‬ويتطلع لزيارة مخيمات الصحراويين في‮ ‬ولاية تندوف‮. ‬يقول أندرو‮: ‬وضعته على اتصال مع البعض،‮ ‬وقدّمت له مشورة بشأن الخدمات اللوجستية،‮ ‬وانتهى به الأمر بأخذي‮ ‬معه في‮ ‬رحلته‮ ‬،‮ ‬وهي‮ ‬الرحلة التي‮ ‬سيروي‮ ‬هذا الشاب الأمريكي‮ ‬المقيم في‮ ‬الجزائر تفاصيلها لاحقا عبر مدونته‮. ‬لم‮ ‬يتوقف الأمر هنا،‮ ‬فخلال هذا العام،‮ ‬كان لأندرو زيارة من ولاية أوهايو عن طريق بوسطن،‮ ‬هانوي،‮ ‬وناشفيل،‮ ‬والتقى بالموسيقى الهاوي‮ ‬بيتر،‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يسافر إلى الجزائر مع أمه‭


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)