الأفلام القصيرة التي افتتحت الجلسة التنافسية الأولى في هذا الصنف بمهرجان وهران، تشترك كلها في نقطة واحدة: الصمت الذي يلف الفرد لحظة مواجهة مصيره. بعد "ازهار تويليت" التونسية إلى "القندورة البيضاء" الجزائرية، انفرد العراقي في "عيد الميلاد" وشكل "سكون" البحرين محطة للتأمل والتفكير.لم يرق الفيلم الجزائري "قندورة بيضاء" إلى توقعات الحضور، فرغم قدرة مخرجه، أكرم زغبة، في التعبير عن فكرته، إلا أن الأمر اختلط عليه حينما أراد أن يعالج الثورات العربية من خلال قصة شاب جزائري مقبل على تفجير نفسه، بعد أن تحول إلى إسلامي متشدد، سلم زوجته وابنه إلى جماعة تتحدث لغة عربية غريبة، لم نفهم ماذا قصد بها زغبة هل ليظهر أن هؤلاء الرجال الملتحون ليسوا جزائريين وبالتالي التطرف الإرهابي مصدره دول بعيدة مثل أفغانستان وما جاورها. ثم يجلس الانتحاري ساعات قبل ارتدائه الحزام الناسف، ليتابع نشرات أخبار تتحدث عن انفلات الأوضاع بعد ثورة الياسمين في تونس وكذلك 25 يناير بمصر، ليسكنه الخوف من مصير رغبته القاتلة في التغيير.
كل ذلك تابعته كاميرا زغبة في 6 دقائق لم تكن كافية لرواية قصة هذه العائلة المشتتة ومن ورائها مجتمع بكامله.
المغربية أسماء المدَير، وعلى عكس جارها الجزائري، نسجت لنا خيوط حكاية جميلة لها بداية ونهاية.
وعلى مشهد بحر مزاجي لا يعرف أغواره سوى الصيادين، نقلت لنا قصة "ايوب" وابنته "سعيدة" العاجزة عن الكلام والسمع، ومن خلاله واقع مرير لأشباهه من الصيادين الذين تمزقت شباكهم، وعجزت صنارتهم عن إعالة أسرهم الجائعة.
بكثير من الرومانسية في الصورة والألوان الطبيعية المختارة قصدا من البحر، وموسيقى ملتزمة لجيل جيلالة، شدت أسماء أنظار الحضور ب "ألوان الصمت" ونجحت في ظرف 22 دقيقة في إعطاء معنى للصمت ومغزى يتناسب وحاجات كل فرد.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/09/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نبيلة س
المصدر : www.djazairnews.info