الجزائر

"اليسار" الأوروبي سيخسر سياسيا إذا لم يعطِ المسلمين حق المشاركة




رصدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية صراع أحزاب اليسار السياسي في أوروبا لمواجهة الحقيقة القائلة بأن الإسلام بات قوة ثقافية ضاربة على أرض قارتهم، وقالت على موقعها الإلكتروني: إن أحزاب اليسار في أوروبا ستخسر سياسيًا إذا لم تتمكن من إيجاد طريق لإعطاء المسلمين الفرصة للمشاركة في الحياة السياسية على غرار ما يتمتع به غيرهم من الجماعات الدينية الأخرى. وعادت المجلة بالأذهان خمسين عامًا إلى الوراء عندما قدم أوائل المهاجرين الفقراء من المسلمين إلى أوروبا وبدأوا العمل في المصانع، منوهة عما لاقوه من ترحيب من قبل أحزاب اليسار على اعتبار أن هؤلاء المهاجرين ضحايا يبحثون عن نصير يدافع عنهم وباعتبارهم أيضا حلفاء سياسيين واعدين، منوهة عن أن العلاقة بين اليسار الأوروبي والمسلمين المهاجرين تأرجحت بين التلاصق تارة والتراجع من جانب العلمانيين تارة أخرى، ورأت أن هذه العلاقة ساءت عندما أظهر هؤلاء المهاجرون تمسكهم بتقاليدهم وطقوسهم كالإصرار على ارتداء النساء للحجاب وإحراق كتب سلمان رشدي.ورصدت "الإيكونوميست" تردد أحزاب يسار الوسط الأوروبية في توجهاتها إزاء الدين بشكل عام، وأشارت إلى استحواذ الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في معظم الدول الأوروبية بخلاف بريطانيا على الأرضية العلمانية على حساب أحزاب يمين الوسط ذات التوجه الديني المحافظ باعتدال، مشيرة إلى الفشل الذي اختبرته أحزاب يسار الوسط الأوروبية عندما حاولت استقطاب أصوات الناخبين المسلمين، مشيرة إلى اضطرار عضو مسلم بالحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي إلى ترك منصبه القيادي في وقت سابق من العام الجاري على أثر محاولته مهاجمة إسرائيل.وأومأت المجلة البريطانية إلى ما قالت إنه "تناقض" بالنظر إلى الأنساق الانتخابية بين المهاجرين المسلمين في أوروبا؛ راصدة استمرار هؤلاء المواطنين الجدد في الإدلاء بأصواتهم لصالح أحزاب يسار الوسط ، ولكن إذا كان هؤلاء المسلمون المهاجرون لايزالون متابعين لمجريات السياسة في أوطانهم الأصلية فإنهم يميلون إلى الإسلاميين المحافظين في بلادهم.ورجحت المجلة أن يستمر يسار الوسط، في بريطانيا على الأقل، في التأرجح بين دعم الإسلام والترهيب منه، ورصدت في هذا الصدد إسقاط المتحدث عن ملف التعليم في حزب العمال البريطاني تريسترام هانت على واقعة راهنة بمدرسة "المدينة" الإسلامية في مدينة ديربي البريطانية والتي طالبت كل المدرسات العاملات بها من المسلمات وغير المسلمات بضرورة ارتداء الحجاب وهو ما أثار استهجان السلطات التي كانت حذرت من قبل بوقف العمل بالمدرسة بتهمة التمييز ضد المدرسات والطالبات.ورأت "الإيكونوميست" أن مسؤول حزب العمال البريطاني بإسقاطه على هذه الواقعة قد أدخل السرور على بعض المواطنين واجتذبهم ولكنه في المقابل أغضب آخرين ونأى بهم عن حزبه لا سيما الناخبين باكستاني المولد الذين تصدوا للدفاع عن المدرسة المذكورة فيما واجهته من انتقادات، مختتمة تعليقها بالقول إنه في قارة مثل أوروبا التي تموج بالثقافات المتنوعة يتعذر اليوم على أي سياسي أو أي حزب إرضاء كافة التيارات بل والأجدرعدم الإقدام على مثل تلك المحاولة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)