الجزائر

''اليتيمة'' تقطع شعرة معاوية



لم ينقل التلفزيون الجزائري ''الكلاسيكو'' بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر على أي قناة من قنواته، واكتفى بمباراة واحدة فقط رغم امتلاكه حقوق بث مباريات الرابطة المحترفة الأولى.
عدم نقل مباراة مهمة من هذا الحجم لم يحرج ''اليتيمة''، ولم ينتبه مسؤولو القسم الرياضي بأن الجمهور الجزائري سأل طوال أسبوع كامل عن موقف التلفزيون من ''الكلاسيكو''، بعدما جرى التقليد بنقل مقابلتين فقط كل جولة، واحدة يوم الجمعة وأخرى يوم السبت، دون الوقوف عند أهم مباريات الجولة التي تضمن مشاهدة واسعة.
الغريب في موقف وتبريرات التلفزيون غياب قوة الإقناع، فحضرت شعبوية الحديث ولغة الخشب، فلا يمكن أن يقتنع عاقل بقبول التلفزيون ما تفرضه الرابطة عليه من مباريات كل أسبوع، وهو الذي دفع أكثر من واحد وعشرين مليار سنتيم ليصبح مالكا حصريا لحقوق البث.
التلفزيون الجزائري اختار ''السوسيال'' على حساب ''الاحترافية''، ولو أن نقل أكثر من مباراة كل جولة ليس بالمعادلة الصعبة، فوجود أربع قنوات ومحطات جهوية كثيرة يسمح بنقل أربع أو خمس مباريات على المباشر بتقديم مباراة واحدة كل جولة، ويضمن ذلك حضور كل الأندية الجزائرية على شاشة التلفزيون دون إهمال المواعيد الكروية الكبرى.
ولا أعتقد بأن مسؤولي التلفزيون كلّفوا أنفسهم عناء متابعة ما يجري في القنوات الأجنبية، التي تدرس بدقة الرزنامة قبل انطلاق كل موسم، فتحرص على تسطير برنامج كفيل بنقل كل المباريات في مواعيد وأيام مختلفة، لإدراكها بأن التخطيط المسبق لجدول نقل المباريات يسمح بالتفاوض من موقع قوة مع المعلنين، فتستثمر في كل المباريات دون استثناء إشهاريا ومن هنا تتحقق المعادلة الصعبة التي عجزت عن تحقيقها اليتيمة.
أتساءل كل يوم.. ماذا يفعل التلفزيون الجزائري بحقوق البث التلفزيوني؟ ماذا استفاد التلفزيون من وراء صرف الملايير على البطولة؟ ولماذا ''تحتكر'' ''اليتيمة'' في كل جولة ست مباريات على الأقل دون أن تنقلها على المباشر وتحرم الجماهير الرياضية الجزائرية من متابعة مباريات البطولة بانتظام؟
ما يحدث في القنوات الأخرى يختلف تماما عن منطق ''اليتيمة''، فشراء حقوق البث يعتبر ورقة مهمّة لضمان عائدات مالية حين يتم التفاوض مع قنوات أخرى بشأن بيع الحقوق أو مع المعلنين للترويج لمؤسساتهم ومنتجاتهم، هذا هو المنطق الذي يحكم اليوم ''امتلاك الحقوق'' في المجال الكروي، فهو منطق يحدّد العلاقة بين ارتفاع نسبة المشاهدة وزيادة الأرباح وتقديم الخدمة الإعلامية التي تعتبر في الواقع أساس المعادلة. موقف ومنطق التلفزيون الجزائري، باختصار، بعيد عن الاحترافية، فكرة القدم، وتحديدا المباريات ''الكبيرة'' هي شعرة معاوية التي تربطها بالجماهير وتجعلها تسجّل أكبر نسبة مشاهدة، وقد قطعت الشعرة اليوم حين أضحى عدم نقل المباريات المهمّة المصنّفة في خانة ''الداربي'' و''الكلاسيكو'' في نظر مسؤوليه أكثر من عادي.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)