الجزائر

"الويفي" يخلق حالة طوارئ في قاعات الحفلات




تسببت خدمة التدفق السريع للأنترنت في بعض الأماكن العامة، كقاعات الحفلات، في أزمة اجتماعية نتجت عنها حالة طوارئ، خوفا من تسرب بعض مقاطع الفيديو والصور عن طريق خدمات ”الويفي”، حيث وصلت إلى حد نشوب شجارات وملاسنات بين المدعوين انتهى بمنع استعمال الهواتف النقالة أواللوحات الذكية.لم يتوقع البعض أن تتحول بعض الخدمات المواكبة للتكنولوجيا الحديثة إلى هوس يطارد العائلات أينما ذهبوا، وهو الأمر الذي تشهده بعض قاعات الحفلات مؤخرا، بعدما تحولت من فضاء لقضاء أمسية ممتعة رفقة الأهل والأحباب إلى مكان تدنسه بعض الأيادي ممن ليس لهم ضمير بالمتاجرة بعرض الناس وكرامتهم، ما خلق حالة طوارئ وصل إلى حد نشوب شجار بين المدعوين، مرددين عبارة ”من فضلكم أطفؤوا هواتفكم” أو ”لا تصوروا”. وفي هذا الإطار كانت ”الفجر” شاهد عيان على بعض المواقف التي جعلت من حفلات الأعراس مناسبات لا ذوق لها بالنسبة لأصحابها. دفعت بعض المشاكل والمواقف الحادة إلى اتخاذ قرارات صارمة من طرف أصحاب القاعات، مفادها منع استعمال الهواتف الذكية أثناء الأعراس، فالقاصد إلى بعض قاعات يلفت انتباهه بعض اللافتات المعلقة على واجهات القاعة أو على أبوابها مدون عليها عبارات مختلفة تصب في معنى واحد، وهو ممنوع استعمال أي وسيلة تحمل تقنية التصوير، تجنبا لأي تصرف قد ينجم عنه عواقب وخيمة، وهو الأمر الذي اعتبره البعض في صالحهم، فيما اعتبره البعض الآخر تصرفا عشوائيا لا غاية منه. وفي هذا الشأن أعربت بعض السيدات عن تأييدهن فكرة عدم استخدام الهواتف النقالة بحجة أنها تستغل لأغراض سيئة، خاصة أن هناك عائلات محترمة ومعروفة لا يجب المساس بسمعتها.وفي السياق، قالت إحدى السيدات أنها تقنية ”الويفي” كتقنية حديثة لا بأس بها، غير أن استغلالها من قبل أطراف عديمي الأخلاق والوعي جعلها تقنية يتجنبها الكثيرون نتيجة بعض الأذى الذي تسببه”. أكدت بعض المصادر ذات صلة أن نسبة كبيرة من القضايا التي دخلت أروقة المحاكم تصب في إطار شكاوى، من قبل البعض الذين تم ترويج صورهم أو مقاطع فيديو خاصة بهم عن طريق ”الويفي”، وهو الأمر الذي نتجت عنه حالات انفصال وطلاق راح ضحيتها مئات الأزواج لا ذنب لهم. وهو ما لمسناه عند إحدى الضحايا التي أسرت لنا أنها طلقت من زوجها بعدما شاهد صورها في إحدى المواقع، مشيرة إلى أن الأمر لم يقف عند هذا الحد بل وصل إلى حد التشهير بسمعتها”. من جهة أخرى، كان لتداعيات هذه التقنية وقع كبير لدى بعض العائلات المحافظة التي أصبحت ترفض إقامة أعراسها في قاعات الحفلات، ناهيك عن منع أقاربها وأفراد عائلتها من الحضور إلى الأعراس التي تقام في القاعات وتعويضها بأعراس تقليدية في البيت، وهو الأمر الذي اعتبره هؤلاء ”منافيا تماما لعاداتنا وتقاليدنا.. وكيف تحولت التكنولوجيا الحديثة من وسيلة متطورة إلى وسيلة تمس أعراض الناس وتلحق أذى بهم على كافة الأصعدة لما توضع في أيدي العابثين والمنحرفين من الجنسين”، وهو ما أكده لنا رب عائلة:”المكان الذي يسيء إلى الحرمات ويجلب المشاكل نحن في غنى عنه”.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)