الولايات المتحدة في مواجهة عنصريتها

ينتظر أن تشهد مدينة نيويورك الأمريكية يوم 31 ديسمبر أضخم مسيرة احتجاجية دعت إليها منظمات حقوقية سوداء احتجاجا على قتل مواطنين سود من طرف عناصر الشرطة الأمريكية.وأصر الداعون إلى هذه المسيرة على تنظيمها في تحد لقرار رئيس بلدية نيويورك الذي منع أية مسيرات في مدينته بعد أن شهدت مقتل شرطيين اثنين في عملية اغتيال الأسبوع الماضي.وأكدوا أن رئيس بلدية نيويورك ليس من حقه منعنا من التظاهر أو كتم أصواتنا ولكننا سنواصل معركتنا مادامت عمليات قتل أبنائنا متواصلة ومادام النظام القانوني الأمريكي يرفض ملاحقة أو اتهام القتلة من عناصر الشرطة.وتكررت عمليات الاغتيال التي تستهدف السود الأمريكيين على أيدي عناصر الشرطة في تواتر قد يعمق الشرخ بين هذه الأقلية ومختلف الأجهزة الأمنية الأمريكية المتهمة بالتعامل وفق سياسة الكيل بمكيالين تجاه المواطنين الملونين.وعاشت مدينة سان لوي بولاية ميسوري وسط الولايات المتحدة عملية قتل راح ضحيتها شاب أسود على أيدي شرطي أكد أنه أطلق النار على القتيل لمجرد أنه شاهده يحمل مسدسا آليا في إحدى محطات البنزين.وجاءت هذه الحادثة في وقت تسعى فيه الشرطة الأمريكية إلى "تبييض" وجهها من تكرار عمليات قتل راح ضحيتها مواطنون سود مما أفاض كأس الغضب في أوساط هذه الأقلية التي بدأت تشعر بعداء عنصري متزايد تجاهها دون غيرها من شرائح المجتمع الأمريكي الأخرى.وطغى مثل هذا الشعور خاصة أن عناصر الشرطة الذين فتحوا نيران أسلحتهم كانوا جميعهم من البيض بالإضافة الى تسجيل تصريحات عنصرية من طرف عناصر الشرطة كلما تعلق الأمر بمقتل شاب أسود.وقتل الشاب الأسود بمدينة بيركلي على مقربة من مدينة فرغيسون التي عرفت الشهر الماضي عملية قتل راح ضحيتها الشاب الأسود، ميكائيل براون والذي أشعل مقتله غضب السكان السود وزادت حدة غضبهم عندما قررت هيئة المحلفين إطلاق سراح الشرطي القاتل.وتعيش مدينة بيركلي على صفيح ساخن بعد خروج المواطنين السود إلى شوارعها في مسيرات احتجاجية استعدت إنزال تعزيزات أمنية تحسبا لأي انزلاق أو عمليات تخريب أو مواجهات مع قوات الشرطة. وكانت المظاهرة الضخمة التي شارك فيها أكثر من 25 ألف أمريكي أسود في مدينة نيويورك منتصف الشهر الجاري بمثابة كأس غضب سكان أمريكيين يزدادون قناعة أنهم ضحية عنصرية بسبب النظرة الدونية التي يعاملون بها.وهي المظاهرة التي أخذتها السلطات الأمريكية محمل الجد بعد أن اقتنعت أن استمرار مثل هذه العمليات سيحدث شرخا كبيرا بين شرائح المجتمع الواحد.