الجزائر

الوطنية والقدوةǃ



الوطنية والقدوةǃ
“.. الوطنية الحقيقية أن يكون المسؤول هو القدوة في إعطاء الأمثلة الحسنة للناس لكي تتحسن أحوال البلاد وليس أن ينتظر من الشعب إعادة تأهيل نفسه.. فحتى النخبة لن تستطيع التأثير في الشعب في مثل هذه الظروف الدولية الحالية والفوضى الإعلامية في القنوات والمصائد التي يحيكها الغرب باسم مكافحة الإرهاب تارة، وبحماية الأقليات تارة وبالمنظمات الحقوقية وغيرها..”.مواطن: من العالم السفلي نعم أنت على حق يا مواطن، بلادنا تحررت بفضل المسؤول القدوة خلال الثورة ولا يمكن أن نطمع في بناء الدولة إلا بالمسؤول القدوة أيضاǃالإسلاميون يقولون في أدبياتهم السياسية “لا يصلح حال آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها..”.الاستعمار الحديث من حقه أن يدافع عن مصالحه في بلداننا ويصف الكفاح الذي تخوضه الشعوب ضد الحكام الظلمة وحراس المصالح الغربية الاستعمارية في بلداننا بالإرهاب، وأن يخلط الحكام الظلمة والغرب عن عمد بين الإرهاب والحريةǃليس غريبا أن تكون علاقات الحكام في معظم الدول العربية بشعوبهم تماثل علاقة هذه الشعوب في عهد الاستعمار بالمستوطنين الاستعماريينǃ ولكي أقرب لك الصورة أكثر أدعوك لمقارنة علاقة المسؤول في الثورة بالشعب سنة 1954 بالمسؤول في الدولة عندنا اليوم في (2014) بالشعب.وأنت تعرف لماذا كان وزير الحكومة المؤقتة شعلة كفاحية من الذكاء والأداء، ولماذا تبلد أداء وزير الحكومة الدائمة اليوم في 2014؟ǃكان رئيس الحكومة المؤقتة يقال له: الأخ الرئيس ثم تطور في عهد الشاذلي ليصبح السيد الرئيس.. ثم تطور في عهدنا الحالي ليصبح فخامة الرئيسǃ كان المسؤول في الثورة قدوة بانحيازه لقضايا الشعب، فأصبح قدوة في انحيازه للأقلية المتسلطة مالا وجاها وسلطة.ذات يوم زرت المرحوم علي منجلي في بيته صحبة الزميل محمد عباس، كان المرحوم يسكن شاليه صيفيا ملكا للمجاهدين في غابة شريعة، كان ذلك في صائفة 1994 وكانت مناطق جبال الشريعة شبه خالية من سلطة الدولة.. قال لنا رحمه الله: البلد يعيش أزمة قدوة في حكامه.. فعندما يصبح حكام البلد هدفا عسكريا للشعب، فالأمر يحتاج إلى تغيير ولا يحتاج إلى حمايةǃ فالمسؤول يصبح قدوة للشعب عندما يكون قدوة في حياته وعلاقاته وتصرفاته وفي أداء مهامه في المسؤولية، كل هذه الأمور غابت ولذلك وقعت القطيعة بين الشعب ومسؤوليهǃبوتفليقة نفسه قال لي ذات يوم عن علاقة المسؤول القدوة بالشعب: إن بومدين كان يقول له كوزير خارجية: “إذا غابت لك في السياسة والدبلوماسية ولم أزودك بالتوجيهات.. تصرف كثائر، فذاك هو موقف الجزائر..؟ǃ كنا نقول للشعب هذه أرضك وهذا هو مالك، نمكنك منه، فأصبحنا نقول له هذا مال الدولة في يدنا نتصدق به عليك في قفة رمضان؟ǃأنشر على




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)