الوضع مقلق للغاية والحوار هو الحل

أشاد بان كي مون بالدور الذي توليه الجزائر للشأن الليبي، خاصة ما تعلق بمتابعة تطورات الحلول الممكنة لبسط الأمن والتوصل إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف، دون اللجوء إلى السلاح الذي أصبح يهدد الوحدة الليبية، ويعيق خطوات التوصل إلى حلول نهائية .المسؤول الأممي ذكر في أكثر من مرة بأن الدور الجزائري في منطقة الساحل، دور محوري لا يستهان به خاصة بعد احتضان الجزائر جولات الحوار الأولى وجلوس الأطراف والفصائل الليبية إلى طاولة الحوار و قبول المفاوضات، وهي خطة الطريق التي يواصل المبعوث الأممي إلى ليبيا كوبلر العمل بها، مذكرا بأن حل الازمات السياسية لا يتوجب العمل العسكري مهما كان «وهو المسعى الصحيح الذي نشاطر فيه الجزائر وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من خلال توفيره لكل الظروف وأسباب النجاح لهذا المسعى».اعتبر بان كي مون الدور الذي تقوم به الجزائر نابعا من الخيارات الاستراتيحية التي التزمت بها وتسعى دوما لتحقيقها، وهاهي تلتزم فعليا بالعمل مع كافة الأطراف من أجل تسوية الوضع، مناشدا الأطراف وكل الفاعلين في المشهد الليبي بتكثيف الجهود وتوحيدها إلى غاية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي سوف تخرج ليبيا من نفق الحرب إلى وحدة ترابية.بان كي مون وهو يشرح خطورة الوضع الأمني بليبيا، لم يقلل من دور المجتمع الدولي، داعيا إياه إلى تدعيم الحلول السلمية، واصفا دور الجزائر في مالي وفي الصحراء الغربية بالدور الايجابي الداعم إلى الصلح والأمن ومن ثم تقرير مصير أقدم مستعمرة في إفريقيا.التدخل العسكري عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهابفي سياق الحديث عن الحل العسكري بعد العملية الأخيرة التي قامت بها طائرات الحلف في ليبيا، ذكر بان كيمون بأن التدخل العسكري لن يكون إلا إذا كان الأمر يتعلق بالتنظيمات الإرهابية، ساعتها سيكون التدخل أكثر من ضروري بدافع محاربة هذه التنظيمات الإرهابية.وأوضح السيد بان كي مون، خلال مؤتمر صحفي نشطه بمعية وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، أن موقفه المبدئي يقوم على أساس أنه «لا وجود لحل عسكري لأي أزمة مهما كانت»، مشيرا في ذات السياق إلى أن «الحل العسكري يكون ضروريا في بعض الأحيان عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب، لكن مهما كانت الأزمة فلابد من محاولة إيجاد حلول سياسية لها».اعتبر بان مي مون ما يحدث على الأراضي الليبية خطير جدا، خاصة ما تعلق بحقوق الإنسان، معتبرا أياهم بضحايا حرب، وأمام تزايد عدد اللاجئين والفارين من ميدان الحرب الدائرة بين الفصائل، خاصة أولئك الذين يتهددهم تنظيم «داعش» الإرهابي الذي بسط نفوذه على عدد كبير من الأقاليم، وهو يزحف نحو مناطق أخرى بدعوى فرض سلطته ورهبته الدموية.على كريستوفر إعادة بعث الحوار والمفاوضاتوعن جولات الحوار السياسية بين طرفي النزاع، أوضح بان كي مون أن هناك أربعة أهداف يجب الوصول إلى تحقيقها، يكمن أولها في دعوة الممثل الأممي في الصحراء الغربية كريستوفر روس، باستئناف جولاته السياسية من أجل إعادة بعث المفاوضات بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية.ثم تهيئة الظروف والأجواء اللازمة لإعادة بعث المفاوضات بالرغم من الظروف التي يعيشها أفراد بعثة المينورسو في الصحراء الغربية، أما الهدف الثالث فهو التحضير لعقد اجتماع للدول المانحة من أجل جمع مساعدات للاجئين الصحراويين.