ثنائيّة "الأصل والفرع" بمثابة القاعدة الأساس التي اتكأ عليها الفكر اللغوي العربي قديما، بمختلف توجهاته النحوية منها والصرفية والبلاغية والمعجمية، حيث عمد النحاة إلى جعل المذكر أصلا والمؤنث فرعا عنه، والمفرد أصلا والمثنى والجمع فرعين عنه(1)، في حين اعتبر علماء الصرف صيغة (ف.ع.ل) أو الميزان الصرفي أصلا وما اشتق منه فرعا عنه(2)، أما البلاغيون فقد عدّوا الحقيقة أصلا والمجاز فرعا عنها(3). والشيء نفسه ينطبق على اللغويين في معاجمهم، فالمواد المعجمية (الحروف الأصول) تعتبر أصلا وما توّلد عنها يُعتبر فرعا(4).
في ظل هذا الطرح حرصنا في هذه الدراسة على ضرورة التأكيد على أنّ المادة اللغوية تفضي إلى معنى يستشف من الدلالة الاشتقاقية، التي قد تكون أحادية تنبثق عنها فروع متعدّدة، وقد تكون متعدّدة تفضي إلى فروع ترتبط بكل دلالة اشتقاقية، وهو ما يجعلنا نقدم تعريفا لكل من الصنفين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/02/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - فاطمة مهدي
المصدر : أبحاث Volume 2, Numéro 2, Pages 208-220 2014-12-01