الوباء ظهر مع بداية القرن الماضي

تشير الدراسات الحديثة إلى أن السيدا من الأمراض التي إنتقلت من الحيوان إلى الإنسان و تعتبر القردة التي تعيش جنوب القارة الإفريقية كنيجيريا و الكونغو مصدر الفيروس الذي يحمله البشر اليوم بسبب عادات و تقاليد كانت سائدة و لا تزال بهذه الدول و إكتشاف الفيروس كان في الثمانينات لكن في هذه الفترة كان الوباء قد انتشر بكل أنحاء المعمورة.وعليه تبيّن بعد دراسات معمّقة أجريت على خلايا بشرية كانت محفوظة بهذه الدول الإفريقية بأن الوباء وقع مع بداية القرن الماضي أي في حوالي 1910 خلال فترة الإستعمار الفرنسي لوسط القارة الإفريقية بحيث عاش سكانها آنذاك ظروفا قاسية جدّا أدّت إلى إنتقال العدوى بشكل سريع أمّا الحيوانات البرّية فقد كانت مصدر غذائهم و منها القردة. ثم أنتقل الوباء من القارة الإفريقية إلى معظم دول العالم بسبب التنقل برّا و بحرا و جوّا حتى تفشّى في كل أنحاء المعمورة .و في هذا الشأن يقول البروفيسور بن ثابث من وهران بأن 11 من بين 12 مرضا معديا سببه حيواني و السيدا من الأمراض المعدية التي إنتقلت من الحيوان إلى الإنسان و ليس له أي حدود جغرافية و من أهمّ أسباب ظهوره هو إختلال الأنظمة البيئية بالعالم فيد الإنسان ساهمت في تدهور البيئة فقضى على توازنها بإقتلاع الغابات و تحطيم الحياة البرّية إذ تشير الإحصائيات الى أن 280 ألف متر مكعّب من الغابات تختفي كل دقيقة بسبب الحرائق و إقتلاع الأشجار و هذا يقضي على الحياة بالمناطق المتضرّرة و تراجع المساحات الغابية على الكوكب الأزرق أدى إلى حدوث خلل الجوّ فظهر ما يسمّى بالإحتباس الحراري. أضف إلى ذلك الفقر و الحروب و ما ينجرّ عنهما من إنتهاك لحقوق الإنسان و خاصة النساء و الأطفال و سوء التكفّل بالمرضى في ظل غياب الأمن الصحّي و الغذائي و كذلك الثلوّث البيئي. و أضاف البروفيسور بن ثابث بأن مناطق آسيا الجنوبية و إفريقيا الجنوبية و أمريكا اللاّتينية هي مصدر كل الأمراض المعدية و مع التنقل الكثيف للبشر تسهل عملية تنقل الأمراض .و عن الطّاعون الذي ظهر بمنطقة الكحايلية يقول أن مصدره الولايات المتحدة الأمريكية و وصل إلينا عبر الباخرة.