الواجهة "البيضاء" للمشروع الأسود

من أين لك هذا يا جاب الله"؟!
قناة "البيضاء" أطلت علينا هي الأخرى من الأردن لقيادة حملة حزب جاب الله ومن معه..
من حق جاب الله أن يمتلك قنوات فضائية كيفما شاء، لكن من حقنا أن نحاسب جاب الله من أين أتى بكل هذه الأموال لإطلاق فضائية بهذه السرعة؟!
ليست فقط "الفيلا" التي يقطنها جاب الله من تثير التساؤلات، لأن الجواب حولها سهل وهي أن الرجل اشتراها بأموال الأحزاب التي أسسها سابقا، لكنه سجلها على اسمه حتى لا تستولي عليها الدولة في حال حل الحزب، لأن الحزب كمؤسسة ملك للدولة، وبالتالي تؤول أمواله وممتلكاته هي الأخرى للدولة.
من أين أتى جاب الله بكل هذه الأموال؟ والسؤال سبق وطرحته السيدة لويزة حنون، التي طالبت بالتحقيق في تمويل الأحزاب الإسلامية، لكن لا من رد على طلبها..
وهل بعد هذا يمكن أن نأتمن الرجل على أموال الجزائريين؟ فالذي يقبل "رشوة" من دولة أجنبية بإمكانه ليس فقط رهن سيادة البلاد، بل بإمكانه بيع البلاد برمتها لأسياده في قطر وأمريكا وغيرهما من البلدان التي قد تقف وراء تمويل هذا الحزب أو غيره..
المصيبة هي أن وزارة الداخلية لم تقم بدورها، ولم تبحث في مسألة تمويل هذا الحزب والأحزاب الإسلامية الأخرى التي تتمتع بدعم مالي أجنبي كبير!!
وهل يمكن لمرتش أن يقود حربا على الفساد إذا ما وصل السلطة؟ كيف له حتى أن يتكلم عن الفساد وهو غارق فيه إلى الأذقان، والسلطة تعرف هذا، لكنها تسكت، لكن في مصلحة من كل هذا السكوت؟!
في بداية التجربة التعددية في الجزائر اختار المواطنون التصويت للإسلاميين، معتقدين أن المتدين لا يسرق ولا يخون الأمانة ولا ينهب المال العام، وأن دوره إصلاح أخلاق المجتمع والحكم، وإذا بنا نصطدم بالحقيقة المرة لهؤلاء .. ولم يكتف الإسلاميون بإغراق البلاد في الدم والدمار، فها هي الأحزاب الإسلامية الأخرى، التي توصف خطأ بالمعتدلة، تغرقنا في الفساد بقبولها الرشوة، فصارت جزءا من الفساد العام!
لن يقول جاب الله من مول قناته "البيضاء"، التي تعد البلاد بمستقبل أسود، لكن الخوف كل الخوف أن يستغلها بعد الانتخابات إذا ما فشل حزبه في السباق المقبل، في الزج بالبلاد فيما لا يحمد عقباه..