الهوس بالجمال يؤدّي بهم إلى دفع الغالي والنفيس

تسعى الكثير من النساء للاحتفاظ بشبابهن وجمالهم ولا تترددن للحظة في الذهاب إلى صالونات وعيادات التجميل للظهور بمنظر جذاب، حيث أصبحت عمليات التجميل تستقطب اهتماما متزايدا للجنس اللطيف من كل الفئات العمرية.لطيفة مرواناقتربت "الحياة العربية" من عيادات التجميل بالعاصمة محاولة إلقاء الضوء على ظاهرة التجميل في بلادنا، حيث لاحظنا بمجرد دخولنا لإحدى تلك العيادات المتواجدة ببئر خادم ازدحاما كبيرا من قبل الزبائن الذين ينتظرون دورهم بفارغ الصبر، كما اكتشفنا أن الرجال هم كذلك من بين المهتمين بالجمال، اقتربنا من أحدهم ليخبرنا عن سبب زيارته لهذا المكان فصارحنا برغبته في التخلّص من الشعر الزائد بشكل نهائي عن طريق تقنية الليزر. أما بخصوص نجاح هذه العملية من عدمه، فقال المعني أنه اقتنع بخبرة صاحب المركز في هذا المجال بعد مرور أحد أصدقائه بتجربة ناجحة لنزع الشعر بالليزر.التقينا بإحدى النساء المسنات التي كانت بصدد الدخول لإجراء عملية بالمركز من أجل التخلّص من الوشم بشكل نهائي. خاصة أنه تسبّب في تشوّه جمال وجهها، كما أضافت أنها لا تشعر بالخوف من إزالته بواسطة الليزر، فهي أيضا تثق في نجاح تلك العملية بعد أن سمعت عن خبرة طبيب التجميل الواسعة، فيما أرجعت إحدى الشابات المتواجدات بالمركز ذاته، سبب زيارتها للمكان إلى رغبتها في التخلص من الوشمة السوداء التي شوّهت وجهها فسببت لها عقدة نفسية... التجارة بالجمال نعمة أم نقمةتحرص بنات حواء على الحفاظ على مظهرهن لتكون مراكز التجميل وسيلة تفتح لهم المجال لجذب الطرف الأخر، وللمتزوجات نصيب فكل واحدة لديها غاية وهدف تسعى إليه من خلال تلك المراكز، فهذه تريد إزالة التجاعيد وتلك تريد التقليل من وزنها وأخرى تريد تكبير وتصغير صدرها. وبسب هذه الرغبات يجد أصحاب النفوس الضعيفة الفرصة لاستغلال تلك النساء بإغرائهن بنجاح العمليات واللواتي بدورهن يدفعن الغالي والنفيس في سبيل ذلك... الإسلام وعمليات التجميل بين الإباحة والتحريمللإسلام رؤية مختلفة في مجال عمليات التجميل فلا شك أن الجمال مباح أو مستحب، لقوله -صلى الله عليه وسلم- إن الله جميل يحب الجمال فمتى كان ممكنا تجميل البدن بلباس أو اكتحال أو ادّهان أو اغتسال وتنظيف فإن ذلك مندوب، كما جاء الشرع بسنية خصال الفطرة كقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وغسل البراجم، والمضمضة، والاستنشاق... فتوى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمينالتجميل نوعان:تجميل لإزالة العيب الناتج عن حادث أو غيره .. وهذا لا بأس به ولا حرج فيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لرجل قطعت أنفه في الحرب أن يتخذ أنفا من ذهب ...والنوع الثاني:هو التجميل الزائد وهو ليس من أجل إزالة العيب بل لزيادة الحسن وهو محرم لا يجوز ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة لما في ذلك من إحداث التجميل الكمالي الذي ليس لإزالة العيب .أما بالنسبة للطالب الذي يقرر علم جراحة التجميل ضمن مناهج دراسته فلا حرج عليه أن يتعلمه ولكن لا ينفذه في الحالات المحرمة بل ينصح من يطلب ذلك بتجنبه لأنه حرام وربما لو جاءت النصيحة على لسان طبيب كانت أوقع في أنفس الناس .ا.ه.