الجزائر

"الهايكو" لون جميل يشقّ طريقه في المشهد الثقافي



تعتبر الشاعرة سامية غمري من الأسماء التي لمعت في مجال النثر والشعر، وحاليا تكتب قصيدة الهايكو، بكل احترافية وإبداع، على ضوئها شاركت عبر عدة منتديات إلكترونية وأثمرت تجربتها شهادات كثيرة، وعرفت قصائدها إشادة واستحسانا من طرف رواد هذا الفن من الوطن العربي.ترى الشاعرة سامية غمري من واقع تجربتها في مجال "الهايكو" أن هذا الوافد الجديد قد تجاوز مرحلة أن لا يعترف به كجنس أدبي قائم بذاته ومستقل، حيث إنه اجتاح الساحة الأدبية الإلكترونية العربية، النافذة التي سمحت له بالانتشار سريعا وفي وقت وجيز دون التمكن من الحد منه أو السيطرة عليه.
وأكدت الشاعرة بأن المنتديات الإلكترونية ساهمت بشكل كبير وفعّال في انطلاق فن "الهايكو"، كسهام خرجت من قوسها متوجهة نحو جميع الاتجاهات، وبالتالي أضحى لهذا الفن مكانا مميزا لدى العديد من الشعراء الذين أطلقوا العنان لقريحتهم، فأبدعوا عبر فكرة انطلقت من نص مكثف تمكن من جلب الاهتمام لقصيدة قصيرة من ثلاثة أسطر، تعتمد أساسا على المشهدية الحسية القوية القادرة على التعببر عن مشهد عميق أو صورة جمالية أو مشاعر جياشة بكلمات بسيطة، تولد في لحظة خاطفة من رحم الطبيعة على مرأى قناص في صيد الجمال لتبقى خالدة في كيان هايكست متمرس في كتابة الهايكو.
وفي ذات السياق، نوّهت المتحدثة بهذا النص العجيب صعب التشفير.. "الهايكو" الذي شغل كثيرا من الشعراء إما بدافع الاهتمام أو بدافع الفضول، حيث يبقى المبدع نقطة في محيط الإبداع في رحلة بحث يعانق كل جديد، شغفه اكتساب المزيد من الخبرة يواكب التيار، في نفس الوقت مُصِر أن يكون مع الحدث وكل ما يدور حوله في الساحة الأدبية متوغل بجهوده الشخصية في الاطلاع والمطالعة ،إلا أن كل منهم ينظر لهذا النص الوافد عليهم دون سابق إنذار من زاوية مختلفة.
وذكرت المتحدثة بأن الهايكو فرض نفسه، وأصبح له رواد ومهتمون وممارسون يتضاعف عددهم يوما بعد يوم بين مرحبين ورافضين لهذا الفن أو متمسكين لا يميلون إلى التغيير والتجديد ولا يعتبرون الهايكو جنسا من أجناس الشعر وأن المجال الأدبي يقتصر فقط على المعلقات والفصيح العمودي القصة الطويلة و الرواية، ولا يعترفون بأي نوع أو لون آخر إلا أنه أخذ مكانته و له صدى، باعتبار أن الأجيال تختلف عن بعضها البعض وأن كل يسعى لترك بصمته الخاصة و لكل جيل الحق في نقل طابع حياته و حضارته للأجيال القادمة.
وأوضحت بقولها: "هذا الفن ذو الجذور اليابانية الأصل تبنته الساحة الأدبية العربية وجعلت منه النص القديم بثوب جديد، وصل صوته وأصبح متداولا و متواجدا بكثرة في سماء الإلكتروني وبعد مدة قصيرة تحرر من الفضاء الافتراضي ليرتطم بأرض الواقع خرج بعدما كان سجين الشاشة الزرقاء فشهدت الملتقيات واللقاءات ضوء الحقيقة والدواوين الإلكترونية صارت ورقية، حيث أخذ تدريجيا مكانة مرموقة والفضل يعود لرواده الذين بالمثابرة ودعمهم المستمر وإيمانهم القوي بهذا نوع من الشعر الذين أبحروا فيه وتعمقوا فأبدعوا صار النجاح حليفهم تعدى سيطه كل البلاد العربية من المشرق إلى المغرب توافدت الشعراء من كل الأجناس مشجعة مرحبة بالفكرة وتوسّعت هاته الظاهرة العربية وأطلقت العنان له".
وأفادت سامية غمري في ختام عرضها، بأن قصيدة الهايكو التي أصبحت في الجزائر تكتب ببراءة طفل وخبرة شيخ، الشعر الساحر المهوس به خاصة الشباب حتى أن طلبة الجامعة يلحون على إدراج فن الهايكو ضمن النشاطات الثقافية التي تقام من وقت لآخر حتى يتسنى لهم الاطلاع عن قرب التعرف عليه والاستفادة منه، كما جاء على لسانها في هذا السياق: "أرى أن هذا الفن العالمي عَم معظم مدن الجزائر التي رحبت به كإبداع أدبي رفيع يعتمد على اللغة الحسية القوية باعتباره الشعر الذي يشقّ طريقه في المشهد الثقافي والإنساني والذي انبهر به جيلا جديدا، حيث وجد ذاته في هذا اللون الجميل دون تكلف في المشاعر يعبر عن أفكاره ويمسح عن آلامه، وحتما سيحافظ رواد الهايكو على هذا المكسب بإعتباره عامل فعّال يفتح آفاق جديدة في المستقبل".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)