الجزائر

النموذج الحقيقي للتعاون



توصف العلاقات بين الجزائر وتونس بأنّها علاقات تاريخية بامتياز قبل أن تكون علاقات ذات مصلحة وقد أسّس لهذه العلاقات المصير المشترك الذي عاشه الشعبان وأيضا الآفاق التي تربط البلدين تحديا للواقع الاقليمي والعالمي.وجاءت الزيارة التي قادت وزير الداخلية نور الدين بدوي إلى تونس تعبيرا عن إرادة حقيقية لا تشوبها شائبة من أجل مزيد من التعاون والتنسيق الأمني والاستخباراتي بين البلدين الجارين واللذين تجمعهما أواصر التعاون والمصير المشترك . ومن خلال الإدانات الجزائرية المتكررة للأعمال الارهابية التي تشهدها تونس من حين إلى آخر يتأكد وقوف الجزائر إلى جانب هذا البلد والتضامن بين الشعبين أمر غير مشروط إنما نابع من الإرادة التي تحذو الدولة الجزائرية من أجل استتباب الأمن والسلم في تونس التي تعرف تحولات سياسية واقتصادية كبيرة وسط راهن اقليمي ودولي معقد. وقد اغتنم بدوي تواجده بتونس من أجل ترؤس مشترك لأشغال اللجنة الثنائية الحدودية بين الجزائر وتونس ليؤكد أنّ الرهان اليوم قائم على تنمية المناطق الحدودية التي تحظى باهتمام ودعم كبيرين وعناية خاصة من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة»، مضيفا أن هذه المناطق «تحتاج إلى التفاتة من نوع خاص، بالنظر إلى ما يميزها عن باقي المناطق في كلا البلدين وتعمل الجزائر جاهدة من أجل دعم المناطق الحدودية مع تونس بتزويد ساقية سيدي يوسف بالغاز الجزائري . هذا الفعل ينم عن تعاون حقيقي. ولعل المسؤولية المشتركة للدولتين هو تأمين الحدود وإدراجها كأولوية في ظل المشاكل التي تواجهها المنطقة من الجريمة المنظمة وخرق الحدود وتهديد البلدين من خلال الارهاب وجماعات التهريب والمتاجرة غير الشرعية بالأسلحة ، الأمر الذي يتطلب تفعيل الآليات الموجودة واستحداث ميكانيزمات جديدة التي تتماشى واستفحال الظاهرة الاجرامية العابرة للأوطان. وشملت الاتفاقيات التي أبرمت بين الجزائر وتونس في 2014 التعاون والتنسيق الأمني في عدة مجالات منها الأمني والعسكري على خلفية أن ظاهرة الارهاب تشكل هما مشتركا وتهديدا للبلدين.
وكانت الجزائر قد ساعدت تونس أمنيا في العديد من المرات خلال 2014 و2015، وتشكل الحدود الشرقية بؤرة توتر قائم مع ظهور التيار«الجهادي» في تونس.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)