النفط والزلط

أظهر تراجع اسعار النفط في الأشهر الاخيرة مدى هشاشة الوضع الاقتصادي لدينا، لأن مثل هكذا أزمات مرادفة "للزلط " على كافة الاصعدة، وربما الأزمة شديدة على الحكومة وعلى الشعب ، ولكنها في الوقت نفسه هي صفعة للجميع حتى تخرجنا من الكسل والاتكالية، وهي فرصة للناس والحكومة على حد السواء حتى نشغل عقولنا ومادتنا الرمادية التي ما زالت خامة ولم تشتغل بعد وبعث مشاريع والتفكير في حلول جادة بعيدا عن الريع النفطي وتبعيته، فمن المشين جدا ان يبقى اي كان دون عمل حتى ولو كان يكتنز أموال قارون، فالعمل قيمة قبل ان يكون هدفا للثروة، وحين نعمل يمكن ان نحس بقيمة ما نحققه من ثروة، وبعدها لا يمكن أن نر التبذير سواء في الأعلى او في الاسفل، لأننا ببساطة " تعبنا على الصوردي" و من يتعب على ماله يحافظ عليه وينميه، ولا يمكن مثلا لدولة مثل المانيا او اليابان أن تعبث بمدخراتها المالية لأنها مدخرات ناتجة عن جهد وعمل وكد وتعب وتفكير، لأن اي فرد في هذه المجتمعات لن يقتنع بحصوله على المال دون عمل، عندنا الكل صار يحلم بالثراء دون أن يعمل لدرجة أن صاحب الوعد الصادق صار مرجعا في الكسل، فهب اليه الناس جميعا ليجمعوا ثروة دون اجتهاد ودون عمل فدخل هو السجن وضيع الناس ثروتهم، لذا ازمة النفط وان تبعتها ازمة " الزلط" فإن الاكيد انه لن يتبعها شعار " الزلط وتفرعين" ولكن سيتبعها شعار العمل والعمل فقط.