الجزائر

النفط الذي خربنا..



النفط الذي خربنا..
سؤال قديم.. تأكدت إجابته الآن: هل النفط نعمة أم نقمة؟
هو من عند الله نعمة.. وهو عند السفهاء نقمة.. فالنفط كالاشتراكية.. علما الناس شيئين اثنين: السرقة والخمول.. فأعتى اللصوص اقترنت أسماؤهم بسوناطراك والتسيير الاشتراكي للمؤسسات.. وظاهرة الركود العقلي والجسدي كانت محصلة حقبة النفط والغاز والتخطيط المركزي.
أخلاقنا نفطية.. بحكم انتمائها إلى سلوك ريعي محض.. وعقولنا سائلة كخاصية النفط الذي أغرقنا في لزوجته.. وفي الحالتين هذا ما جنت المحروقات علينا.
بحساب الأرباح والخسائر.. نحن نخسر إنسانا مقابل كل برميل نفط نصدره.. ونكسب لصا عابرا للحدود مقابل كل حاوية نستوردها.
نحن لا نبيع سوى النفط والغاز.. لا شيء تقريبا.. في حين نستورد كل شيء.. حتى الشيفون أضفناه أخيرا إلى قائمة مستورداتنا.. أي أننا مرتهنون لآبار المحروقات وليس لعقولنا.. لإرادة من يريدون إبقاءنا مشدودين إلى أنابيب النفط.. وليس إلى سيالتنا العصبية.. التي تحدد مدى قدرتنا على تخطي المراحل الصعبة.
******
في رسالة وجهها وزير الطاقة إلى المشاركين في المنتدى العلمي والتقني لشركة (سوناطراك).. قال إن الجزائر (تتطلع إلى مضاعفة قدرات إنتاج وتكرير النفط في السنوات الخمس المقبلة).. وأتساءل: ما فائدة زيادة إنتاج النفط؟
أليس حفظه في مكامنه أجدى من تحويله إلى أوراق خضراء يتلقفها السماسرة.. لتنتهي بفعل التضخم إلى حسابات خاوية؟ أليس من حق الأجيال التي سنورثها بلدا خاويا.. أن يكون لها نصيب في هذه الثروة التي لم نحسن استغلالها.. فحرمناهم منها مرتين.. واحدة في حياتنا.. وأخرى بعد أن نرحل عن هذه الحياة؟
لقد خرّبنا النفط.. لأننا لم ندرك بعد أن الثروة الباقية.. لا تنبع من الأرض.. بل تتدفق من العقل.. هذا العقل الذي وضعناه في حاوية.. وأرسلناه إلى ما وراء البحر!!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)