الجزائر

النفايات بأنواعها والمياه المستعملة لها قيمة مضافة مضمونة مطالبات جزائرية باستغلال المواد المهدورة



النفايات بأنواعها والمياه المستعملة لها قيمة مضافة مضمونة  مطالبات جزائرية باستغلال المواد المهدورة
في خطة اقتصادية بديلة، ترافع فعاليات جزائرية لصالح استغلال المواد المهدورة، عبر الاستثمار في الكم الهائل من نفايات الخشب والحديد والورق والبلاستيك والكارتون، إضافة إلى النحاس والمياه المستعملة وسائر النفايات بأنواعها، طالما أنّ ذلك يشكّل بمنظور خبراء تحدثوا لـ"إيلاف" قيمة مضافة مضمونة، وعنوانا لمرحلة جديدة حيوية تضع حدا لتبدّد طاقات هائلة دون طائل.
الجزائر: يشير الخبير "محمد ربّاح" إلى ضرورة توظيف مخزون النفايات المقدّر في الجزائر بأكثر من ثلاثة ملايين طن كل عام ضمن نمط تصنيعي منتج، بدل قذفها غالبا داخل المفرغات العامة، أو حرقها في مراكز الترميد، خصوصا وأنّ الخزانة العامة تتكبد خسائر تربو عن السبعة مليارات دولار جراء إهدار وعاء بهذا الحجم. ويتصور ربّاح أنّ تدوير النفايات مُتاح من خلال تحويل مراكز الردم التقني إلى مصانع حديثة تتولى إعادة تدوير سائر النفايات الصلبة وكذا نظيراتها الطبية إلى أغراض صناعية ذات بال، على غرار تجربة المتعامل الألماني "جيتي زاد".

من جهته، يكشف د/ يوسف طرفاني، عن إمكانية توخي خطة لرسكلة النفايات بالشراكة مع مخابر مختصة، بما يفعّل مسار التنمية المستدامة، بهذا الشأن، يبرز الخبير الفرنسي "غي فيوير" الذي زار الجزائر مؤخرا، أهمية استخدام مخزون النفايات في إنتاج السماد العضوي المفيد للزراعة.

وتقوم هذه العملية البيولوجية بحسب فيوير، على تحويل النفايات العضوية عن طريق بكتيريا إلى تربة سوداء غنية بالمواد المعدنية تسمى بـ"الكومبوس" وهو سماد طبيعي يستعمل للزراعة والبستنة من أجل تقوية الأرض بالعناصر المغذية والنافعة لتحسين الخصوبة. بدوره، يلفت "فريد اسماعيلي" إلى الانعكاسات النوعية لاسترجاع النفايات الغير قابلة للتحلل، عبر الترميد عن طريق حرقها داخل أفران خاصة بدرجة حرارة عالية، بحيث يتم رسكلتها وتثمينها بتقنيات تتيح إعادة استعمالها وتصنيعها.

وأبرمت الجزائر مؤخرا اتفاق شراكة مع الصندوق العالمي للبيئة يقضي بتخصيص 8.2 ملايين دولار لفائدة المدينة الجديدة "بوغزول" (155 كلم جنوبي العاصمة) التي تهتم بتدوير النفايات ودعم الاستراتيجية الجديدة الواجب تبنيها في بالصناعات الاستراتيجية والبيو تقنية.

إلى ذلك، يشير "محمد بن طاهر" إلى حساسية الخوض في تدوير النفايات الحديدية والغير حديدية التي تتعرض إلى استنزاف منظم منذ سنوات طويلة بواقع 150 ألف طن يجري تهريبها كل عام، ويمكن للجزائر في حال استيعابها هذا الرافد من دفع صناعة الحديد التي تشكو من عجز كبير في البلاد. ويلفت "أحسن زدام" إلى أثر توظيف مخلفات النفايات الغير الحديدية في بلورة صناعة النحاس وتصنيع كوابل الكهرباء وأسلاك المباني، بهذا الشأن، باشرت الجزائر خطة إنجاز مصنعين ضخمين لاسترجاع المعادن الغير مستغلة في المنازل وعموم المباني والمرافق بولايتي الجزائر العاصمة ووهران، علما أنّ هذه النفايات ظلت عرضة للسرقات من طرف البعض ويتم تهريبها إلى خارج البلاد.


في سياق متصل، يبدي "جمال عثماني" قناعته باشتغال أكبر على تطهير المياه المستعملة، ويتعلق الأمر بتطهير وتصفية المياه القذرة لأجل السقي الزراعي، ويثمّن عثماني تخطيط السلطات لتطهير نحو 86 بالمائة من إجمالي المياه المستعملة –ما يعادل 375 مليون متر مكعب – تحسبا لاستغلالها في القطاع الزراعي، علما إنّ بيانات رسمية تحدثت أنّ الجزائر كانت تستخدم في السابق 90 مليون متر مكعب من المياه المستعملة دوريا لأجل أغراض زراعية، وتعادل هذه الكميات المسترجعة، ما تستوعبه عشرة سدود متوسطة السعة.


وحتى تكسب الجزائر معركة الزراعة والاكتفاء الذاتي من مياه السقي وتتفادى تداعيات مشكلة بحجم "ندرة المياه"، يتعين عليها بمنظور خبراء مضاعفة شبكات التطهير المحلية، فضلا عن إدراج منظومات عصرية لجمع المياه المستعملة ومعالجتها، مثلما هو الشأن في المحافظتين الجنوبيتين الوادي وورقلة المهددتين بخطر صعود المياه.

وبعدما جرى توظيف المياه المستعملة زراعيا قبل ثلاث سنوات عبر 6 محافظات نموذجية، تنوي الدوائر المختصة تعميم العملية عبر كامل مناطق البلاد، بالتزامن مع استكمال تأهيل 20 محطة تطهير مائي، وإنجاز أربعين محطة جديدة، وبناء خمسين محطة بِركية، مع الإشارة أنّ الجزائر تريد رفع عدد محطات التطهير المقدرة حاليا بـ28 محطة، إلى ما يزيد عن المائة محطة في آفاق العام 2010، بما سيكفل بلوغ طاقة التطهير المائي لما يربو عن 600 مليون متر مكعب سنويا.

وتتولى عدد من الشركات المحلية والأجنبية، الإشراف على تسيير محطات التطهير المائي، في وقت تراهن الجهات الوصية على تكوين يد عاملة مختصة يكون بمقدورها القيام بأشغال الصيانة، بجانب إجادة استعمال ورقابة المخزون المائي المستعمل، ضمن تصور يرقى إلى تفعيل الاقتصاد المستدام للمياه.ولا يقتصر استثمار المواد المهدورة على ما تقدّم ذكره، بل يمتد بحسب "جميل ديب" إلى استخلاص الأخشاب والزيوت من مخلفات مضارب الأرز ومطاحن القمح، والسماد من قشور البيض.وفي الإطار ذاته، تندرج خطة مجموعة "إديالاك الجزائر" للطاقات المتجددة، والقائمة على تدوير نفايات الخشب والحديد والبلاستيك والكارتون وغيرها، وفرزها على أن يتم تحويلها إلى المصانع المختصة بغرض رسكلتها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)