كان واحدًا منّا يعاني ما نعانيه من المشكلات اللغوية والحضارية التي تعيشها الأمّة العربية المغلوبة على أمرها، وكان غيورًا أكثر منّا على جعل هذه اللغة الشريفة؛ أي اللغة العربية لمن يجهل ذلك في مستوى حضارة القرن العشرين، ساعيًا كباحث جاد مجدّ إلى ذلك دون أن يعرف سببًا كافيًا للراحة، ومن دون أن يرى فيه كلّ أو ملّ، فبدأها بالتعليم والإشراف والتأليف والمشاركة في المخابر والمنظمات والندوات والملتقيات العربية والعالمية إلى تبليغ رسالات علمائنا العباقرة ، وتهذيب وترويض لما يأتي إلينا من وراء البحار، سواء أكانت نظريات أم المناهج أم حتى العلوم، كلّ ذلك الجهد والصدق والأمانة تمرّ عليها سنتان مذّ أن رحل عنّا في صمت رهيب، نعم هي سنتان منذ أن أودعنا فيها الأستاذ العبقري "مازن الوعر" الثرى، فاليوم نقول فيك ما قاله أحد شيوخنا في شيخه: يا ساكن الضريح، متّ فمات اللسان القوّال، والعزم الصوّال والفكر الجوّال، مات فيك الرسم وبقي الاسم، واتّفق الودود والكنود على الفضل والعلم. فرغبة منّي على تذكر شيخي "مازن الوعر" سأحاول في هذه المقالة تسليط الضوء على ثلاثة محاور كانت شغله الشاغل، وهمّه الذي قارب به شطّ قبره.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/10/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عبد الغاني قبايلي
المصدر : الممارسات اللّغويّة Volume 2, Numéro 1, Pages 58-84 2011-03-01