الجزائر

النظافة قبل الضيافة



تعيش المدن الجزائرية حالة متقدمة من انتشار النفايات والقمامة في كل مكان رغم كل الجهود المبذولة لرفع كميات كبيرة منها يوميا و بهذا يطرح مشكل النظافة و معالجة النفايات المنزلية ، حيث أنه رغم توفير حاويات لرمي الفضلات المنزلية في كل مكان بالقرب من التجمعات السكانية فإننا نشاهد هنا وهناك مفرغات فوضوية تتراكم فيها النفايات وتنبعث منها الروائح الكريهة و تتجمع حولها القطط والكلاب و هو ما يشوه منظر المدن ، فمشكل النفايات لا يزال يطرح نفسه بقوة و لم يتم لحد الآن التحكم في تسيير و إعادة معالجة القمامة إلى درجة أن الناس قد تعودوا على مثل هذه المشاهد و يصبح الأمر أكثر خطورة لأنه يؤثر سلبيا على الجانب السياحي لمدن كانت في السابق تعتبر قبلة للسياح ليأتي زمن أصبحنا نشاهد فيه أكوام القمامة بالقرب من الفنادق خاصة تلك المهملة مثل الفندق الكبير بوهران الذي تحول بسبب الإهمال واللامبالاة إلى بناية شوهها مشهد الأوساخ في حال يرثى لها و لا تسر أحدا خاصة أن هذا المعلم السياحي المهم الموجود في قلب مدينة وهران يعد جزء من تاريخ المدينة يحفظ فصولا من ذاكرتها ، وعلى بعد مسافة متوسطة من الفندق الكبير ،نجد حي سيدي الهواري و ما يحمله من صفحات ناصعة لتاريخ مدينة وهران عبر العصور الماضية قد تحول إلى أطلال و خرائب و سكنات هشة أكل الدهر عليها وشرب ،و هو الآخر لم يسلم من المرض المستعصي الذي تعاني منه مدينة وهران و غيرها من مدن الجزائر وهو الأوساخ و الفضلات المتراكمة هنا وهناك مع أن مثل هذا الحي التاريخي كان بالإمكان أن يستثمر و يستغل كموقع تاريخي مفتوح على الهواء يروي تاريخ وهران والجزائر بعد ترميم معالمه المختلفة وبعث الحياة فيه كما يحدث في بلدان أخرى عرفت كيف تحافظ على ذاكرتها الحية في مواقع تاريخية أصبحت قبلة للسياح و موردا يوفر دخلا ماليا لتلك البلدان .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)