تبيّن إدانة الناشط الحقوقي والنقابي ياسين زايد بالسجن النافذ، لثنيه عن المطالبة بحقوق البطالين، تطوّرا في أساليب وطريقة تعامل النظام القائم في الجزائر مع المعارضين والفاعلين في المجتمع المدني، لتفادي تشكيل جبهة مضادة أو بديل فعلي للحكم.
لكن هذا التغيير في الأساليب لا يترجم، بالضرورة، اقتناع النظام بالديمقراطية كحلّ للأزمة، أو تخلّيه عن فكره الشمولي وقمع المجتمع، بل هو مجرد تغيير تكتيكي، و''أضعف الإيمان'' أمام ظروف أملاها الوضع الدولي الراهن، ويقظة المنظمات غير الحكومية والتقارير الدولية حول حقوق الإنسان وتضحيات الآلاف من المناضلين السياسيين في السرية والعلن. والمؤسف أن حكامنا، بعد نصف قرن من استرجاع السيادة، متشبثون بقناعة أن حرية الرأي، والانعتاق، واختلاف الآراء، والنضال، خطر على الأمة و''رجس من عمل الشيطان''. أكاد أجزم أنه لولا هذه التقارير، وتأثير تكنولوجيات وسائل الإعلام والاتصال، والانفتاح الديمقراطي، لكان ياسين زايد وعبد القادر خربة ومناضلون آخرون، اليوم، ضحايا تصفيات جسدية بقرارات عليا، أو يحاكمون في محاكم صورية كالعقيد شعباني، والمحظوظون منهم في سجن لومباز أو البروافية، أو في مكان سري يأكلون الخبز اليابس، ويتعرضون للتعذيب على أيدي جلادين من بني جلدتهم، تحت غطاء حماية الأمن الوطني ومكاسب الثورة، وبمباركة من حزب جبهة التحرير الوطني.
ويكفي متابعة برامج التلفزيون للتأكد من هذه الحقيقة المرة، بدليل حظرها على كل من يحمل رأيا مخالفا ومعارضا، على غرار أحمد طالب، وغزالي، وسعيد سعدي، وآيت أحمد، وعبد العزيز رحابي، وحمروش، وبن بيتور، وآخرون من قافلة المغضوب عليهم. كما تتجسّد هذه الفكرة أكثر في تفادي الرئيس بوتفليقة، منذ اعتلائه سدة الحكم سنة ,1999 القيام بمناظرة ونقاش حر مع خصومه ومنتقديه. فاحتقار الرئيس والنظام للرأي الحر والمخالف تجلّى في إدانة ناشط حقوقي، وقمع كل تظاهرة سلمية لمنع قدوم موعد الرحيل. فهل غيّر فرعون مصيره بالتخلص من الأطفال...؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/10/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : جعفر بن صالح
المصدر : www.elkhabar.com