الجزائر

النضال بالسلاسل الحديدية



النضال لم يعد بالأفكار والحجة والإقناع، فقد تطور إلى طريقة تجعل الكثير من الأحزاب المناضلين فيها اشبه بالقرود المتوحشة حين تخرج عن رشدها، فقد كان يمكن أن نفهم حين يستعمل مناضلين من حزب معين العنف ضد مناضلين من حزب آخر، ولكن اليوم صار العنف داخل الحزب الواحد نفسه، ليس لسبب سوى ان اختلاف الأفكار داخل هذه الأحزاب صار حله بالقوة، ففي الوقت الذي كان من المفروض أن تحمي هذه الأحزاب المجتمع من العنف صرت تمارسه داخل قواعدها، الأخطر من ذلك صار مناضلين معارضين مثلا لجهة معينة داخل حزبهم يستعملون السكاكين والخناجر والسلاسل الحديدية، وحتى الكلاب المدربة، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول الطريقة التي تم فيها اختيار هؤلاء المناضلين وكيف تم قبولهم داخل هذه الأحزاب، لأننا وصلنا إلى نقطة تراجع فيها أهل النضال الحقيقي ودخل الأحزاب، عصابات الشارع، وقد تم استعمالهم حتى في الانتخابات السابقة في أكثر من مناسبة، وبعضهم كان يدير مكاتب، ومعروف عنهم انهم خريجو سجون، والظاهرة في ازدهار واستمرار ، وبعدما كان النضال والاختلاف داخل بيت الأحزاب من خلال الصراع بالافكار، ثم انتقل إلى الاشتباك بالايدي، ليتحول اليوم صراعا بالخناجر في انتظار ان يتحول بالاسلحة النارية، وهو أخطر ما يمكن تصوره ، والأمر غير مستبعد إن لم تتدخل الجهات الوصية لفرض القانون، و تتدخل الأحزاب لتصفي مناضليها وتنقب في ماضيهم الإجرامي قبل ماضيهم النضالي.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)