يمكننا القول أن الرواية هي ذلك الوعاء الذي أفرغ فيه كل ما له علاقة بالمجتمع و ما يميزه ، فكما يقول "بختين" :" إن الرواية هي ذلك التنوع الإجتماعي للّغات و الأصوات الفردية ، تنوعا منظما أدبيا ."
إلاّ أننا لا نجد أي نظرية استطاعت أن تصوغ قوانين ثابتة لتعيين حدود جمالية متفق عليها للرواية ، ما عدا المحاولات التي استفادت من مساهمات الدرس اللغوي و من الجهاز المفاهيمي للمدارس اللّسانية و جهود بعض الدارسين خلال القرن العشرين .
بعد ذلك تأسّس ما يعرف بعلم اجتماع الرواية ، حيث يتم تحليل عملية إنتاج الرواية انطلاقا من العلاقة بين الذات المنتجة و المادة الرّوائية ( الموضوع ) ، وهذه الإبستيمولوجيا استمدت أدواتها المنهجية من الفلسفة المثالية ( نزعة علوم الروح ) .
و من هذا المنطلق يمكننا القول أن التجربة الأدبية و التجربة الصوفية – التي وقع عليها اختيارنا في دراستنا – يلتقيان عند نفس المنبع . حيث تكون الصوفية موضوعا أداته التعبير ( اللغة الرّامزة ) . و تكمن الصعوبة في دراسة كلّ من الموضوع و الأداة في توظيف الرمزية الأدبية للرمزية الصوفية . فما هي القواعد التي تبنى عليها مثل هذه النصوص الأدبية ؟ و كيف كان توظيف اللغة ؟و بماذا تميّزت هذه اللغة ؟
من خلال دراستنا لبعض النماذج تحصلنا على النتائج التالية : اللغة :فهي مليئة بالطلاسم و الألغاز و أحيانا تكون حالمة و تكون لغة الترقب و التطلع . و أحيانا يتم إدخال اللغة العامية و من خلال ذلك يمكننا التّمييز بين لغة المتصوّف العالم و لغة المتصوّف من العامة .
الزمن : و هو زمن متخيل يختلف عن زمن الواقع الإجتماعي .
أيضا توظيف الفعل الصوفي ، و الذي ينقسم بدوره إلى فعل صوفي حاسم ، و فعل صوفي غير حاسم .
و يتدخل الترميز الزاخر بالتناص ، وهذا ما يجعل للرواية الجاذبية نحو بلوغ لحظة عوالم الإشراقات .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/02/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عائشة بن حفصة
المصدر : التعليمية Volume 6, Numéro 2, Pages 23-33 2016-12-01