لم يعد النص قي النقد الحداثي كيانا مغلقا مكتفيا بذاته ،أو تلك الذات المتعالية التي ترفض التأثر ، وتتبرأ من الاقتباس . حيث أصبح هذا النقد يرى في النص ساحة تلتقي فيها كل النصوص : حاضرها وسالفها ، تتجاور وتتعالق لتتمخض عن نص جديد هو عبارة عن « تراكم معرفي يتراوح بين النظام والفوضى ، وبين الوعي واللاوعي » . ذلكم هو التناص الذي بشر به باختين ، وأرست قواعد نظريته جوليا كريستيفا في العصر الحديث . وقد استطاع الناقد العربي القديم أن يقف على أعتاب هذه الساحة ، وقد هداه حسه النقدي إلى أن النص لا يعرف الموت والاندثار. وإنما يظل أبد الآبدين حائما وهائما على وجهه ، باحثا في ليل وجودنا عن قريحة فنان قدير، تحمله في رحمها ، ليقفز من جديد في وضح النهار، حيا بين الأحياء .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/02/2024
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عمار حلاسة
المصدر : مجلة علوم اللغة العربية وآدابها Volume 4, Numéro 4, Pages 232-244 2012-03-01