النسق البلاغي في الخطاب النقدي المعاصر

لا يقتصر تحديث النقد الأدبي العربي على دعمه بالمنهجيات الحديثة وتأصيل المفاهيم والمصطلحات فقط، وإنما تعدى ذلك إلى "تطوير الأسلوب وإعادة صياغة آليات التعبير بما يتناسب مع ارتقاء النص الأدبي وجماليات بنيته" من هذا المنطلق، تأكدت ضرورة تعيين ودراسة هذه "الآليات التعبيرية" والتي من خلالها يحصل الخطاب النقدي على هذه اللغة المتميزة ذات التأثير على المتلقي، فمن الأهداف المنشودة عند مرسلي الخطاب "إقناع المرسل إليه بما يراه، أي إحداث تغيير في الموقف الفكري أو العاطفي لديه، وتختلف الاستراتيجيات التي تسهم في ذلك من ناحية العلاقة بين طرفي الخطاب أو من ناحية تجسيدها لشكل الخطاب اللغوي، كما تختلف الآليات والأدوات اللغوية وذلك لاختلاف الحقول التي يمارس فيها الإقناع: حقل علمي، سياسي، ...".