" النسر زان " للرقص اليونانية تحلق في سماء عين تموشنت

من عين تموشنت :عدة خليل

شكلت العروض العشر التي جاءت بها الفرقة اليونانية " النسر زان " لوحة فسيفسائية تحكي التاريخ بإبعاده الفنية الجمالية ، كان ذالك خلال العرض الذي استقبلته دار الثقافة بمدينة عين تموشنت أمسية أول أمس ، ضمن إطار المهرجان الثقافي الدولي للرقص في طبعته الثامنة ، وأجمل ما راع اهتمامنا هو ذلك اللقاء الذي جرى على هامش الحفل لحظات فقط بعد وصول الوفد الإغريقي مباشرة القادم تحديدا من جزيرة " كريت " ، بين فنانين من اليونان ونظرائهم من عبن تموشنت ، في حوارية انتفت أو تقلصت معها اللغة الكلامية فاسحة المجال للغة الموسيقية ، لقاء جمع بين العازفة على آلة " ليرا " أو الرباب " أسبا أنوياتي " بلمساتها السحرية الجانبية لخيوط الآلة الموسيقية الثلاث دون الضغط عليها وهو الأمر الذي لاحضه وعاينه أستاذ الموسيقى بن علال عبد اللطيف رئيس جمعية "رصد وماية "، الذي جمعه اللقاء معها ، فعزفا معا هي على آلة " ليرا " وهو على آلة عود تركي أعاره له الفنان اليوناني " ستيليوس كاساباكيس "، وفورا بدأ الحديث عن إمكانية عمل مشترك مستقبلي ،وقد سبق لهذه الفنانة المجيء إلى مهرجان سيدي بلعباس منذ 4 سنوات مثلما حدثتنا بذلك .
أما اللوحات العشر التي تم تقديمها والتي شكلت فهي " كارسيلماس " أو الرقص المزدوج بين الرجال والنساء ، وهي رقصة قديمة جدا ، تلتها رقصة " سيغتوس " وهي الرقصة الأكبر والأكثر شعبية في كل اليونان والتي يرقصها الجميع ،وتتحدث الرقصة المصحوبة بالغناء عن الحب والرغبة في العيش بسلام ، بغض النظر عن الانتماء والمعتقد ، جاءت بعدها رقصة " كونيالي " ، تلتها رقصة " شاسابيكو " وهي رقصة الجزارين وهي رقصة قديمة جدا قدمت من القسطنطينية في الزمن البيزطي القديم ، ورقصة " ميكانيكوس " تتحدث عن بعض صيادي الإسفنج الذي فقد القدرة على تحريك ذراعه ورجله مع رغبته في الرقص ، يفلح صياد الإسفنج من الرقص بعد أن تتحلق حوله الفرقة وتدفعه إلى بذل مجهود إضافي من أجل الرقص ، والرمزية في اللوحة المعروضة هو أن الموسيقى والرقص تحل العديد من مشاكل الإنسان ، جاءت بعدها رقصة الفنارات أو الشموع " فوتييس " وختمت الفرقة برقصة " بندوزاليس " أو الخطوات الخمس وهي تعود إلى الأساطير اليونانية القديمة .
لقد حقق الحفل الذي جوى بدار الثقافة بعين تموشنت المتعة كاملة لأهل المدينة مع فرقة عريقة هي بشكل جمعية ينخرط فيها أكثر من 1500 شخص ، تأسست منذ 20 سنة في 1992 تحديدا ويديرها ويشرف على برامجها الشاب المتألق الملقب بالأستاذ " أيتو يانيس بانا جيوتاكيس " .
لم يخف إعجابه بالرقص الترقي وقرر دعوة الفرقة الحاضرة من منطقة الأهقار إلى اليونان للمشاركة في مهرجان هناك يقام بعد شهور .