إن هذه الورقة لا تطمح إلى دراسة كل الميادين الفكرية التي ساح فيها فكر ابن رشد قراءة وممثلا وإنتاجا، وإنما تصبو فقط إلى وضع لبنة أولى في صرح بحث لم ينتبه إليه الدارسون بعد فيما أعلم، وهو ذلك المتعلق بفقه ابن رشد. وحتى في هذا المجال المحدود من فكر ابن رشد، فإننا لا ندعي أننا سنحيط به هو الآخر في هذه الورقة، وإنما نعمل على بيان جانب يبدو لنا مهما فيه، ألا وهو هذا الطابع العقلي أو الصبغة العقلية التي تكسو بصورة ظاهرة بحوث ابن رشد الفقهية. هذه الصبغة التي يستمدها ابن رشد من خلفيته الفكرية التي امتزجت بالفلسفة وتأثرت بها، نتيجة "غلبة ملكة التفلسف عليه في كل فن أو علم كتب فيه" فالرجل فيلسوف أولا، وتأتي اهتماماته الأخرى بعد ذلك، وليس العكس. فنحن في هذه الورقة، نحاول أن نبرز هذه الصبغة العقلية التي تميز بها فقه ابن رشد، سواء في جانبه النظري، المتمثل في علم أصول الفقه، أو في جانبه التطبيقي المتمثل في علم فروع الفقه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/03/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - مسعود فلوسي
المصدر : الإحياء Volume 7, Numéro 1, Pages 64-92