قال ونستن تشرتشل سنة 1898: "إن مؤرخ الأحداث الكبرى تقهره التأثيرات السرية، والتي في كل المجتمعات تسبق وتهيئ الطريق لانفجارات وانتفاضات عنيفة"( )، وقياسا على ذلك ينبغي الغوص دائما في جذور الأحداث وإحاطتها من كل الجوانب قدر المستطاع، حتى يتسنى التحكم في الظاهرة المدروسة، وفهمها - ولم لا- استشراف مستقبلها، أو اقتراح الحلول لها لا سيما عندما يتعلق الأمر بالنزاع.
والواقع، أنّ دراسة وتحليل النزاعات والبحث عن أسبابها لازمت المفكرين والمنظرين منذ القدم، لكونها تتعلق بحياة البشر بالدرجة الأولى، ولم يخرج المهتمون بالعلاقات الدولية والدراسات الإستراتيجية عن هذا الإطار، حيث قدموا محاولات عديدة لفهم النزاعات على اختلاف أنواعها وشدتها. وإذا كان المنظرون والباحثون قد اهتموا - ولوقت طويل- بدراسة أسباب الصراع والنزاعات بين الدول، فإنّه ابتداء من التسعينات من القرن العشرين بدأت النزاعات الداخلية تفرض نفسها بإلحاح عليهم، نظرا لكثرتها وجسامة خسائرها لاسيما البشرية منها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/02/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - تسعديت مسيح الدين
المصدر : المجلة الجزائرية للدراسات السياسية Volume 1, Numéro 1, Pages 36-45