الجزائر

الندوة العاشرة لمنتدى السلم والأمن في إفريقيا: مرافعات من أجل تقوية تأثير القارة في صنع القرارات العالمية



رافع الأفارقة المجتمعون أمس بوهران، على ضرورة توحيد وتظافر جهود جميع الأفارقة والسعي لشراكات إستراتيجية من أجل تحقيق مكانة مرموقة للقارة السمراء على مستوى كل الهيئات الدولية حتى تكون مساهمة في التوازنات الدولية ولها تأثير في صنع القرارات العالمية.وشدد المتدخلون في الجلسة الافتتاحية للنسخة العاشرة من منتدى السلم والأمن الإفريقي المنعقد بفندق الميريديان بوهران، اللهجة إزاء ما تتعرض له القارة من ظلم في الهيئات الدولية خاصة مجلس الأمن الأممي، داعيين لإعادة النظر في العديد من التوجهات والطموحات لترقية الدور الإفريقي في ظل التحولات العالمية وتجدد الاستقطابات للمواقف الدولية. وقد احتفى ممثلو الدول الإفريقية الحاضرون أمس في الندوة رفيعة المستوى للسلم والأمن الإفريقي بوهران، بمرور 10 سنوات على هذا المسار الذي يجمع دول الاتحاد الإفريقي والذي أطلق عليه منذ سنوات "مسار وهران"، هذا المسار الذي أكد بشأنه وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف ، أنه نضجت في إطاره الأفكار وتبلورت الرؤى وانطلقت منه المبادرات التي ارتبطت بالسلم والأمن في القارة السمراء. للعلم، فقد انضمت أمس ممثلة "غايانا" لمجموعة الأفارقة على مستوى مجلس الأمن الأممي لتصبح "أ3+ 1" لتقوية الصوت الإفريقي في الهيئة الأممية خاصة مع دعم مجموعة أفارقة الكاراييبي وأمريكا اللاتينية، كما جدد السفير الممثل للدانمارك وسويسرا والنرويج في مجلس الأمن الأممي، دعمه للمجموعة الإفريقية.
وتواصلت أمس أشغال المنتدى في جلسات مغلقة تناولت عدة قضايا إفريقية وخاصة التغييرات اللادستورية للأنظمة وهي العقبة التي تؤزم الأوضاع الإفريقية وتستدعي إعادة التفكير في آليات جديدة لحلها وإعادة الحوكمة الديموقراطية لمسارها، كما تتواصل اليوم الإثنين الأشغال في جلسات مغلقة أيضا تتوج ببيان ختامي. بن ودان خيرة
عطاف في افتتاح الندوة رفيعة المستوى للسلم والأمن الإفريقي بوهران
الجزائر تسعى لدعم التموقع والتأثير الإفريقي
أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، أمس الأحد، أنه عملا بتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ستكرس الجزائر عهدتها المقبلة بمجلس الأمن للأمم المتحدة بداية من جانفي 2024، لتمثيل إفريقيا خير تمثيل بالتنسيق مع ممثلي جمهوريتي موزمبيق وسيراليون في إطار مجموعة "أ3" الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن الأممي، و ذلك لتقوية تأثير القارة السمراء في عملية صنع القرارت التي تعنيها استنادا لمواقفها المشتركة والمبنية على المبادئ والقيم والمثل التي كرسها الميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي.
ونقل عطاف في كلمته التي ألقاها أمس خلال الجلسة الافتتاحية للندوة رفيعة المستوى للسلم والأمن الإفريقي المنعقدة في دورتها العاشرة بفندق الميريديان بوهران، تحيات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لضيوف الجزائر، وقال إنه يثمن كثيرا انعقاد الندوة رفيعة المستوى للسلم والأمن في إفريقيا، ويدعم مقاصدها النبيلة لتوحيد وتعزيز صوت القارة الإفريقية في أكثر ساحات العمل الدولي تميزا وأهمية.
وأضاف وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، أن الجزائر تحت قيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ترى أن استكمال مشروع التكامل والوحدة الإفريقية يجب أن يقترن بخطوات عملية وفعلية تسمح للقارة السمراء، بالتموقع كفاعل مؤثر في عملية بناء التوازنات على الصعيد العالمي، وصياغة ملامح منظومة دولية جديدة يكون فيها صوت القارة مسموعا ويكون لها دور مضمون في صنع القرار الدولي، ومن أجل هذا فعلى إفريقيا رص صفوفها، وتوحيد كلمتها لتجنب آثار التجاذبات و الاستقطابات الراهنة، وكذا الدفع بأهدافها الإستراتيجية لتصحيح الظلم التاريخي الذي تتعرض له إفريقيا في مجلس الأمن، وتحويل القارة لقوة عالمية في ضوء "أجندة 2063".
وأفاد عطاف أن الجزائر ستواصل كذلك السعي بكل صدق وإخلاص وأمانة لدعم الجهد الإفريقي الجماعي والمساهمة في توفير كل شروط نجاح "مسار وهران"، خاصة في هذه الظروف المتمثلة في حاجة منظمة الأمم المتحدة اليوم للصوت الإفريقي الذي اعتبره صوتا للحكمة والالتزام والمسؤولية، أمام ما تعانيه المنظمة من انهيار منظومة الأمن الجماعي جراء الشلل شبه التام الذي أصاب مجلس الأمن الأممي مما حد من قدرته على التجاوب والتفاعل مع التحديات الراهنة، مبرزا أن هذه الحالة تعكس بكل مصداقية وموضوعية وشفافية، الوضع المتأزم للعلاقات الدولية مما يشكل أكبر تهديد للسلم والأمن الدوليين، وأن ما تشهده المجموعة الدولية اليوم من تداعيات حادة ناجمة عن تجدد سياسة الاستقطاب بين القوى العالمية والتجليات الكارثية لتصاعد خيار اللجوء للقوة كوسيلة لحل الخلافات وأيضا الدوس على الشرعية الدولية والاستخفاف بالمسؤوليات التي يمليها الانتماء لمنظومة دولية متحضرة، يشير لعودة أسلوب الانتقائية في تحديد الأولويات الأممية مما يفرض على القارة الإفريقية تذيل سلم الأولويات.
وأوضح عطاف أنه من خلال "مسار وهران" توجب حشد الجهود الإفريقية لإطفاء بؤر التوتر والفتن والتصادم والوصول لحلول إفريقية للمشاكل الإفريقية، ومن هنا فقد كرس هذا المسار دوره الفعلي في تعزيز التنسيق البيني وفي تمكين الأعضاء الأفارقة بمجلس الأمن الأممي من المرافعة والدفاع بصوت واحد موحد عن هموم وقضايا وتطلعات الدول الإفريقية، لأن التحديات الأمنية أخذت أبعادا خطيرة ومقلقة في ظل احتدام التدخلات الخارجية وتصادم مصالحها الأمر الذي خلف ترديا غير مسبوق للسلم والأمن في القارة.
وأردف عطاف أن القارة الإفريقية تمر بمرحلة دقيقة تمتزج فيها الآمال بالتحديات، فالآمال يحييها التقدم المحرز في تجسيد مشروع الاندماج القاري، وجهود تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية، لتحقيق التنمية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي، أما التحديات فتفرضها الأوضاع الأمنية والسياسية المتدهورة لا سيما في الساحل الذي أضحى منطقة لغياب الأمن والاستقرار من الشرق إلى الغرب، وسط استفحال آفتي الإرهاب والجريمة المنظمة وتفاقم بؤر التوترات والنزاعات والصراعات وأيضا تجدد ظاهرة التغييرات غير الدستورية للحكومات، وهذا ما يفرض واقعا جديدا يجب التعامل معه بروح المسؤولية والحزم والصرامة انطلاقا من منظومة القيم والمبادئ والمثل التي قامت عليها ومن أجلها منظمة الإتحاد الإفريقي، وهي القيم التي سيتم الإسترشاد بها وفق عطاف لتأطير العمل الجماعي المشترك إفريقيا ولضبط العلاقات مع بقية دول العالم.
وعرج وزير الشؤون الخارجية، على أمثلة أخرى من أسلوب الانتقائية المنتهج على المستوى الدولي، حيث ذكر أن الأراضي الفلسطينية وغزة أصبحت مقبرة للمبادئ القانونية الأساسية التي يقوم عليها النظام الدولي الحالي، بينما كان يفترض أن تظل تلك القوانين مرجعا يحتكم إليه الجميع دون تمييز أو تفضيل أو إقصاء، ولكن في الواقع، يحرم المدنيون الفلسطينيون من حق الحماية الذي يكفله القانون الدولي للشعوب القابعة تحت نير الاحتلال ولا تجد نداءات واستنجادات الأمين العام الأممي آذانا صاغية، كما أن طلبات الاستغاثة الصادرة عن مختلف الوكالات الأممية المتخصصة، لا تقابل بأي رد، بينما يستفيد الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني من كل التسهيلات لإبادة شعب بأكمله دون أدنى محاسبة أو مساءلة ولا حتى تلميح بالمعاقبة.
بن ودان خيرة
رئيس مجلس السلم والأمن الإفريقي لشهر ديسمبر مامادو تانغارا
مسار وهران فرصة للتعاون من أجل عمل متعدد الأطراف
قال، أمس، رئيس مجلس السلم والأمن الإفريقي لشهر ديسمبر مامادو تانغارا، أن الندوة العاشرة للسلم و الأمن الإفريقي بوهران، تعكس التزام الحضور لتعزيز التعاون ما بين الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة بخصوص أهم المسائل والقضايا المطروحة، من أجل البناء على كل الحلول والتحديات وتحقيق تطلعات القارة، خاصة وأن هذه الطبعة من المنتدى تنعقد في ظل الكثير من التحديات وعليه فإن مسار وهران يعتبر فرصة لمد جسور التعاون وتحسين التفاهم من أجل تعزيز العمل متعدد الأطراف. ودعا مامادو تانغارا لأن يبني الأفارقة على مبادئ الإتحاد الإفريقي والمبادئ التي توجه الموقف الإفريقي المشترك، مشيرا لأن هناك أيضا دعم عالمي لتمكين التمثيل الإفريقي على مستوى مجلس الأمن الأممي ويجب الاستعانة به لتقوية صوت القارة، داعيا الأفارقة لأن يسترشدوا من تاريخهم والتحفيزات التي تدفعهم للأمام لتقوية الشراكات العالمية وبالتالي مواجهة كل التحديات، مضيفا أن مجلس الأمن للأمم المتحدة هو حقيقة قائمة من شأنه تخليص العالم من آفة الإرهاب، وهذا ما يعكس التزام الأفارقة لمواجهة التحديات المطروحة أمامهم والرد على التي لها طابع مشترك.
وتأسف مامادو على الوضع الذي آل إليه مجلس الأمن الأممي، من خلال إستقطاب المواقف في العديد من المسائل وهذا ارتكازا على اعتبارات سياسية واقتصادية وإستراتيجية، داعيا في ظل هذا الانسداد لإعادة التفكير في علاقة الأفارقة بالأمم المتحدة فيما يتعلق بقضايا السلم والأمن، وأن يتم خلال منتدى وهران تبادل وجهات النظر والتفكير في حلول وكيفية رفع التحديات للوصول لحلول إفريقية، كما نوه بأن يكون مجلس السلم والأمن للإتحاد الإفريقي ومجلس الأمن للأمم المتحدة، حازمين في الرد على تهديدات السلم والأمن في القارة الإفريقية وهذا ما يستدعي إقامة شراكة قوية بين الطرفين، خاصة وأن نتائج الاجتماع التشاوري الأخير بين الطرفين سمح بالخروج بنتائج جيدة يجب تثمينها وقبل هذا يجب وفق المتحدث وضع الكيفيات والطرق التي يتم من خلالها التثمين، مما يمكن إفريقيا من أن تكون ممثلة أحسن تمثيل في مجلس الأمن الأممي حتى يسمع الصوت الإفريقي في المسائل التي تهدد منظومة السلم والأمن في القارة، وأن الاتحاد الافريقي من خلال المجموعات الاقتصادية الإقليمية، هو الضامن الوحيد لتحقيق الطموحات.
و اعتبر رئيس مجلس السلم والأمن مامادو تانغارا، أن التطورات الأخيرة على مستوى القارة السمراء، أظهرت أنه لابد من مراجعة شاملة لمنظومة الحوكمة والسلم والأمن في إفريقيا، وأن بروز التغييرات غير الدستورية لأنظمة الحكم، هو دليل على ما تعانيه القارة في قضايا الحوكمة الديموقراطية، التغيرات المناخية والمرتزقة، والتطرف والهجرة غير الشرعية، وهي أيضا تحديات يواجهها الأفارقة، ولتجاوزها يجب حسب المتحدث، وضع القدرات اللازمة على المستوى المحلي، الإقليمي والقاري للرد على هذه التحديات وخاصة منها المتعلقة بالتغييرات غير الدستورية لأنظمة الحكم التي يجب إيجاد حلول لها وتعزيز المكاسب الديموقراطية الموجودة، والبحث عن حلول جذرية أيضا لبعض المسائل وهذا بالتنسيق مع المجموعات الاقتصادية.
بن ودان خيرة
مفوض الشؤون السياسية والأمن والسلم بالاتحاد الإفريقي بانكول أديوي
تحديات الأفارقة تحتاج لحلول جماعية
أكد مفوض الشؤون السياسية والأمن والسلم بالاتحاد الإفريقي بانكول أديوي أمس، أن العالم يتغير ويشهد العديد من التمخض والتحولات، والقارة السمراء على نفس النحو تشهد العديد من الصدمات التي لا يمكن تصورها، كما أن هناك العديد من التوجهات والتحديات التي يجب أن تجد حلا جماعيا .
و اعتبر مفوض الشؤون السياسية والأمن والسلم بالاتحاد الإفريقي بانكول أديوي في كلمته، أمس، خلال افتتاح النسخة العاشرة من منتدى السلم والأمن الإفريقي بوهران، أنه يجب على الحاضرين في مسار وهران أن يبذلوا الجهود لمعالجة التحديات منها الإرهاب والتطرف العنيف وأثر التغيرات المناخية على السلم والأمن في إفريقيا، وأن هناك العديد من التحديات الأخرى متعددة الأبعاد التي تحتاج لمعالجة جماعية أيضا ومنها أساسا التغييرات اللادستورية للأنظمة، وفي هذا السياق فإن الاتحاد الإفريقي يبقى، مثل ما قال، عازما وملتزما أيما التزام بعدم التسامح مع الطرق اللاديموقراطية للوصول للحكم، مضيفا، أنه لابد من التفكير في المنظور العالمي، خاصة ما يتعلق بتمويل عمليات دعم السلم والأمن لتنفيذ أجندات الإتحاد الإفريقي، مؤكدا أن المفوضية ستواصل دعم مسار وهران ومساعي مجلس السلم والأمن في الإتحاد الإفريقي ومجموعة "أ3" في مجلس الأمن الأممي بالنظر للأهداف الكبيرة والطموحات رفيعة المستوى لأجندة 2063 و أن إفريقيا التي ينشدها الأفارقة هي ممكنة وتتطلب التأكيد على السلم والأمن والتنمية المستدامة.
و قال المتحدث، أن أهداف هذه الدورة هي التركيز على ما تم القيام به على مدار عشرة سنوات من تنسيق للجهود والإجراءات والمشاورات المستمرة، والتركيز كذلك على الطموح رقم 7 من أجندة 2063 والمتمثل في إفريقيا القوية والموحدة والقابلة للصمود والتي لها تأثير على المستوى العالمي، مشيرا أنه لا يجب على الأفارقة إغفال دور الآليات الإقليمية والمجموعات الاقتصادية الإقليمية لتعزيز السلم والأمن، منوها بأن مسألة إسكات صوت البنادق ليست مجرد شعار أجوف بل حقيقة في الميدان، وأن المنتدى في نسخته العاشرة يعتبر إنجازا هاما للغاية حيث على مدار عشرية من الزمن تم مناقشة والتباحث لتعزيز وترقية ودعم قضايا السلم والأمن على مستوى القارة، ويجب على القارة الإفريقية أن تكون لها مكانتها خاصة من خلال الاتحاد الإفريقي ومجموعة "أ3" لإسماع صوتها وتعظيمه على مستوى المجتمع الدولي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)