الصالونات العربية للفن التشكيلي هدر للوقت
أكرس وقتي للبحث في مجالات الخامات لأكتسح المعارض الدولية
شارك الفنان التشكيلي و النحات حسين مرامرية، في عدة تظاهرات ثقافية ومعارض فنية، في عدة ولايات، و لم تقتصر هجرته الفنية خارج حدود الوطن على مجرد المشاركة في المعارض، بل تجاوزها ليضع بصماته على أهم المنحوتات والأعمال الفنية في عدة دول عربية، وعمل كسفير للفن الجزائري مع أهم المؤسسات الفنية في المغرب، تونس، مصر، تركيا و اليونان.
ابن مدينة تبسة الذي عمل مع "ماكسيبيار" بفرنسا، و هي من كبريات الشركات الأوروبية الرائدة في مجال الديكور و تجميل المدن، رافقها إلى الرباط بالمغرب، أين شارك في مشروع إنجاز 2500 متر مربع من الديكورات ، موزعة على 20 هكتارا، من بينها إنجاز جبال وصخور اصطناعية، بحديقة الحيوانات الجديدة بالرباط .
الفنان حسين مرامرية أثبت للأوروبيين تميزه، فتم تعيينه من طرف المدير الفني لماكسيبيار كممثل رسمي و وحيد للشركة في الجزائر، فضلا عن احتكاكه بخبرات أوروبية و عربية، كما عمل كمصمم و مبدع تصاميم فنية ومسير ورشة للحرفيين في مدينة نابل بتونس الشقيقة، وقام بإنجاز منحوتات، جداريات، نافورات وشلالات اصطناعية بعدة فنادق فاخرة من 4 و 5 نجوم بالحمامات، و نابل، و سوسة في تونس.
و محليا تمت الموافقة على تصاميمه المتمثلة في ثلاثة أفكار، تتعلق بمحاور دوران بمدينة تبسة، في إطار مسابقة أفكار فنية، وقد نال الفوز الحصري بحكم انسجامه واحترامه لدفتر الشروط، الذي أنجزته مديرية التعمير و البناء لولاية تبسة، و يتطلب احترافية وكفاءة عالية، لدخوله في المشروع الشامل لتجميل المدينة، كما أنجز مجسم جبل الجرف تعلوه الراية الوطنية بمحور دوران حي الجرف بعاصمة الولاية.
وقام الفنان أيضا بترميم جزء من السور البيزنطي بوسط المدينة بساحة كارنو ، بتكليف من الوالي السابق علي بوقرة و له عدة إنجازات سابقة لمنحوتات وجداريات، منها تمثال لفارس تقليدي ببلدية بولحاف الدير، و الجدارية التخليدية لحادثة حرق سوق مدينة تبسة، و رسم بورتريهات شهداء الثورة التحريرية.
للفنان حسين مرامرية نظرة و فلسفة خاصة بالنحت، فبالنسبة إليه الفنان النحات بصفة عامة، يجب أن يكون أولا على دراية كاملة بالتصاميم الهندسية للشكل المراد نحته، و يتأتى ذلك بإجراء دراسة للحركات، فالمنحوتة التي لا نرى فيها حركة أو حركات، هي ميتة ، على حد تعبيره.
وقال للنصر بأنه يبحث في أغلب منحوتاته خاصة البورتريهات، ليس فقط عن الحركة، بل عن التعابير للمنحوتة و الأشياء، و تتعلق بالحالة النفسية للشخصية المراد نحتها، و التي تنعكس على حركات عضلات العين و الفم و الوجه، و حركة الإيماءات.
وعن نصيحته للمواهب والشباب الصاعد من عشاق فن النحت، قال الفنان" هناك عشرات الشباب النحاتين المبتدئين، الذين يودون تعلم أسرار الرسم والنحت على يدي، وهذا شيء يفرحني ، فهناك نضج في أذهان الشباب، حسب احتكاكي بالبعض، لكنني و للأسف ليس لدي الوقت لذلك، فأنا الآن أسخر كل أوقات فراغي للعمل على البحث في مجال المواد و الخامات للوصول إلى نتائج جديدة، أكتسح بها معارض دولية، مما جعلني لا أملك الوقت لفتح الفايسبوك، ناهيك عن تلبية طلبات منحوتات لتماثيل نصفية لبورتريهات رخامية وبرونزية، رغم أنني أجد راحتي في نقل المعرفة وتعليم الشباب، وقد تخرج على يدي الكثيرون في سنوات سابقة، عندما عملت كأستاذ رسم و تربية فنية في دار الثقافة بتبسة و عدة مراكز للتكوين المهني و التمهين"، كما أكد على ضرورة الأخذ بأيدي هؤلاء الشباب، فالاهتمام بتدريس الفن يرفع من مستوى الذوق العام في المجتمع.
و عن سؤال يتعلق بمشاركته في صالونات الفن التشكيلي، التي تقام في بعض الدول العربية، رد محدثنا" أنا لا أحبذ هذا النوع من التظاهرات الثقافية، رغم أنني أتلقى ثلاث دعوات كل سنة، فهي تهدر وقتي فقط، لأن تنظيم الصالونات والمعارض لا يشترط مهارات، فالشرط الوحيد هو تسديد حقوق المشاركة الباهظة الثمن في أغلب الأحيان، الخاصة بكراء الفضاء والإيواء والنقل. فهو تجاري ربحي أكثر منه فن".
عبد العزيز نصيب
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/02/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : facebook
المصدر : www.annasronline.com