الجزائر

النجم السابق للنصرية ومولودية الجزائر عبد الوهاب معيش لـ ''الخبر'' ''أذكر كرمالي بخير رغم أنه حرمني من مونديال طوكيو وأبعدني من العميد''



كل من يتذكر عبد الوهاب معيش، لاعب وسط الميدان الدفاعي لنصر حسين داي في بداية الثمانينات ومولودية الجزائر مع نهايتها، يجزم بأنه كان من مصاف اللاعبين الكبار الذين عرفتهم الكرة الجزائرية وأفرزتهم الإصلاحات الرياضية. كان عبد الوهاب معيش لاعب وسط الميدان يلقب آنذاك من لدن مناصري النصرية بـ الرولو ، نظرا لطريقة لعبه المميزة، المتسمة بالخشونة غير المبرحة، حيث كان هاجسا ويسبب الذعر لدى كل صانعي اللعب الكثيرين في ذلك الوقت، أمثال بلومي وعجيسة ومزياني وبويش وياحي وغيرهم كثيرون. يعتبر معيش من خريجي مدرسة الملاحة ، أي ملاحة حسين داي، وهو من مواليد 1960 بعموشة بولاية سطيف، تلقّى تكوينه الكروي على يد المدرب الفرنسي القدير سنيلا والمرحوم عبد القادر بهمان، وهما مدرّبان يعود لهما الفضل الكبير في النجاح الذي حققته كلاعب . كرمالي وسوكان ومخلوفي لهم فضل كبير في بروز جيل الثمانينات كما يعتبر معيش من اللاعبين الذين فرضوا أنفسهم منذ بداية مداعبته للكرة في سنة 1974 تدرجه على مختلف فئات المنتخبات الوطنية حتى الأكابر. وقال معيش بأن بعض المدرّبين كان لهم الفضل الكبير في بروزه رفقة جيل لاعبي الثمانينات. مشيرا كان كرمالي وسوكان ومخلوفي يتابعون كل صغيرة وكبيرة على مستوى الشبّان، وبفضل هؤلاء تألقنا وبرز ذلك الجيل المتميز من اللاّعبين . وأضاف معيش بأن أول مشاركة مع المنتخب الوطني الأول كانت في 1983 في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت أطوارها بالدار البيضاء بالمغرب، في حين كانت آخر مشاركة في المغرب كذلك في إطار كأس إفريقيا للأمم سنة 1988 عندما كان في قائمة الإحتياط وتم استدعائه وصالح عصاد من طرف المدرّب الروسي روغوف للإلتحاق بالمنتخب بسبب إصابة قاسي السعيد، وأدى حينها دورا مشرفا، تلقى خلاله إصابة بليغة في لقاء نصف النهائي أمام نيجيريا. ويتذكّر معيش، عقب عودة المنتخب من دورة المغرب سنة 1988، بأن الهادي خذيري وزير الداخلية آنذاك أقام حفلا على شرف اللاّعبين في زرالدة، وتقدّم نحوي وأنا ماسكا بالعصى كوني وضعت الجبس وشكر شجاعتي فوق الميدان خلال تلك الدورة . رحيل فرفاني نحو شبيبة القبائل منحني فرصة اللّعب في النصرية وتمكّن عبد الوهاب معيش خلال مشواره في البطولة الجزائرية، من فرض نفسه وعمره لا يتجاوز 18 سنة. مشيرا كنت لاعبا في نصر حسين داي وهو الفريق الذي كان يضمّ عدة نجوم على غرار ماجر ومرزقان وقندوز وآيت الحسين ولعزازي، فضلا عن ثلاثي وسط الميدان الملكي فرفاني وخديس وفنون، وكان من الصعب حتى التفكير في خلافة أحد من هؤلاء . مضيفا نلت فرصتي بعد رحيل علي فرفاني إلى شبيبة القبائل، ومن يومها فرضت نفسي ولم أغادر التشكيلة الأساسية وحدث ذلك سنة . 1979 وعن أسباب مغادرة فريقه نصر حسين داي نحو المولودية العاصمية، أوضح معيش بأن إدارة النصرية هي السبب. مضيفا تلقيت إعذارين من إدارة نصر حسين داي رغم علمها بتواجدي خارج الوطن بل أنها وافقت على تنقلي، وغضبت كثيرا لذلك الموقف، مما جعلني أتخذ قرارا لا رجعة فيه بتغيير الأجواء وعدم اللّعب لنصر حسين داي، واخترت العميد سنة 1987، حيث وجدت راحتي كثيرا في مولودية الجزائر وأصبحت مدلّل الأنصار . التيار لم يمرّ بيني وبين كرمالي  منذ 1979 ورغم اعترافه بفضل عبد الحميد كرمالي وعدد من المدرّبين في بروز جيل الثمانينات، إلا أن عبد الوهاب معيش يؤكد بأن المدرّب كرمالي ترك في مشواره نقاطا سوداء. وأوضح معيش في هذا الشأن أذكر كرمالي بكل خير ولا أنكر فضله، غير أنه أيضا كان سببا في عدم بقائي في مولودية الجزائر موسم 1989 /1990، فقد قبل استقالتي من العميد بعدما دوّنتها قبل مجيئه للضغط على إدارة النادي، وقبول كرمالي استقالتي سريعا كانت رسالة واضحة بأنه لا يحتاجني في الفريق . وواصل يقول التيار أصبح لا يمر بيني وبين كرمالي منذ سنة 1979، حين حذف اسمي من قائمة اللاّعبين المشاركين في مونديال طوكيو للأواسط، وكانت حجته تأخري عن الإلتحاق بحصة تدريبية واحدة، لم أهضم قرار كرمالي الذي حرمني من فرصة المشاركة في المونديال . تعرّفت على بلحوت في لوكسمبورغ  ولعبت مع أدغيغ في ليبيا ومباشرة بعد مغادرته المولودية كانت وجهة معيش لوكسمبورغ، وقضى فيها ثلاثة مواسم كاملة مع فريق فيرتون بلوكسمبورغ الذي كان ينشط في القسم الثالث، تعرّف من خلالها على رشيد بلحوت الذي كان يدرّب فريق آرلون والذي أشاد بأخلاقه العالية على غرار جمال زيدان. وعاد عبد الوهاب معيش بعدها إلى أرض الوطن، ودخل في مفاوضات مع الترسانة الليبي ولعب في صفوفه لمدة ستة أشهر رفقة زميله رشيد أدغيغ، المدافع السابق لشبيبة القبائل (جمعية إلكترونيك تيزي وزو في ذلك الوقت). لموشية لاعب محدود جدا وفرض نفسه في بطولة ضعيفة وتأسف معيش عن الحالة التي وصلت إليها النصرية اليوم، مرجعا ذلك إلى سوء التسيير في العشرية الأخيرة والإبتعاد عن سياسة التكوين، وضعف المؤطرين الرياضيين وهو ما تسبّب اليوم في تدني مستوى أكبر مدرسة لكرة القدم في الجزائر منذ الاستقلال. وفي الأخير، علّق عبد الوهاب معيش عن حال البطولة الوطنية واللاّعبين وما يتلقونه من أموال بطريقة ضمنية، واستدل بلاعب اتحاد الجزائر خالد لموشية الذي يعتبر أحد اللاّعبين الدوليين ويلعب في نفس منصب معيش أيضا، ليقول لموشية لاعب محدود متوسّط المستوى له نزعة دفاعية ولا يقدّم حلولا للاّعبين لبناء اللّعب الهجومي، بل يلعب على أطراف الميدان، ومع ذلك يعتبر أكبر صفقة، إنه أمر مؤسف للغاية أن تصل الكرة الجزائرية إلى هذا الحد، فقد فرض لموشية نفسه في بطولة ضعيفة جدا . وأضاف معيش بأنه لا يوافق المتتبعين في ترشيح خالد لموشية كأحسن لاعب في منصبه في البطولة الجزائرية. معتبرا بأن المعيار خاطئ، مستدلا بقدرات اللاّعبين في عهده في هذا المنصب، حيث كان لاعب الوسط الدفاعي له القدرة على بناء اللعب وتقديم حلول وحتى تسجيل الأهداف .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)