الجزائر

النباتيون في الجزائر بين استهجان المجتمع وندرة احتياجاتهم الغذائية



النباتيون في الجزائر بين استهجان المجتمع وندرة احتياجاتهم الغذائية
هي موضة جديدة لم يعتد المجتمع الجزائري عليها، تلك التي تخص النظام الغذائي الخاص الذي يتبعه النباتيون، والذين يرفضون بناء على قناعات فكرية وأخرى صحية تناول مختلف أنواع الأطعمة ذات الأصل الحيواني. فبين نظرات الاستغراب والاستهجان، وندرة المواد الغذائية البديلة، يجد ”النباتيون” صعوبات كبيرة في اتباع سلوكهم الغذائي.يجد الكثير من النباتيين في الجزائر صعوبات كبيرة في انتقاء الأطعمة التي تتناسب ونظامهم الغذائي الذي يجبرهم على التخلي عن كل الأطعمة ذات الأصل الحيواني، مهما كان نوعها، فهم يكتفون فقط بتناول المأكولات النباتية، وهو ما يشكل مشكلا حقيقيا يقف كعائق أمام هذه الفئة التي تعاني من البحث المستمر في الأسواق والمساحات التجارية الكبرى عن بعض الأطعمة الخالية من اللحوم والبروتينات الحيوانية. وخلال حديثنا مع بعض النباتيين لاحظنا الشعور بالنقص لدى هؤلاء الذين تقلقهم النظرة المستغربة للمحيطين بهم، ممن ينهالون عليهم بوابل من الأسئلة والاستفسارات حول أسباب اختيارهم لهذا النمط الغذائي، ومحاولات إقناعهم التي لا تنتهي بضرورة تجربة أكل اللحوم التي يصنفونها ضمن ضروريات الحياة.استهجان المحيط وتساؤلاتهم لا تنتهي..يعاني النباتيون في الجزائر من صعوبات كبيرة في بيئة تعتبر أن اللحوم مادة أساسية ومهمة في أي نظام غذائي، حيث لايزال هذا الاختيار بالابتعاد عن هذه المادة يزعج الكثيرين ممن يحاولون قدر مستطاعهم تغيير قناعات هؤلاء النباتيين أومجرد الإلحاح عليهم بالأسئلة التي يعلمون مسبقا بإجاباتها، حيث اختار أغلبهم هذا النظام الغذائي لأسباب صحية أولقناعات أخرى تحول دون أكل الكائنات الحيوانية.وفي السياق ذاته، كان لنا حديث مع (نصر الدين. م) الذي أكد أنه يواجه الكثير من الصعوبات في إقناع المحيطين به باختياره الابتعاد عن أكل اللحوم، وهو ما يتكرر في كل مناسبة يجتمع فيها بهؤلاء، حتى أصبح يتفادى الاحتكاك الكثير بهم حتى لا يضطر لتبرير موقفه الرافض لأكل لحوم الحيوانات.من جهتها، تقول طاووس، التي فرضت عليها ظروفها الصحية اتباع نظام غذائي خالي من الدهون والبروتينات الحيوانية مهما كان مصدرها، إنها في كل مرة تضطر لشرح ظروفها مع التأكيد أنها لم تتجه لهذا السلوك الاستهلاكي مجبرة غير مخيرة، ففي كل مرة تواجهها الانتقادات الرامية إلى ضرورة تجربة أنواع اللحوم، ما يسبب لها حرجا اجتماعيا مستمرا.ندرة المواد الغذائية البديلة ترهقهموفي الوقت الذي باتت توفر المساحات التجارية الكبرى في الجزائر كل متطلبات المستهلك الجزائري، حيث أن أي منتج يبحث عنه الجزائري يجده متوفرا في الأسواق، غير أن النباتيين للأسف لا يجدون ضالتهم، حيث يبحث هؤلاء عن بعض المواد الغذائية المنتجة في الدول الأوربية لتعويض البروتين الحيواني الموجود في الحليب واللحوم. وبالرغم من توفرهم في أغلب البلدان الأخرى، إلا أن النباتيين في الجزائر مجبرون على تناول قائمة واحدة من الأغذية المحصورة في أنواع معدودة من الخضر والفواكه المتوفرة في الأسواق. وخلال تجولنا في بعض المراكز التجارية الكبرى التي تقدم للزبون خيارات متعددة في كل المجالات، لاحظنا غياب أروقة مخصصة لهذه الفئة عكس ما هو عليه الأمر في الخارج، وهو ما أكدته لنا نسرين، التي تبحث منذ مدة طويلة عن حليب الصويا الذي يغنيها عن تناول الحليب الحيواني دون جدوى. كما لم تستطع نسرين وغيرها ممن يتبعون هذا النظام توفير بعض المواد الغذائية الضرورية لإحداث توازن غذائي وتعويض ما يحتاجون إليه من بروتينات حيوانية، على غرار بعض الحبوب المزالة عنها القشرة الخارجية والموجهة خصيصا لهذه الفئة من النباتيين، وزيت الكانولا.. وغيرها من المواد الغنية بالبروتينات الشبيهة بتلك التي يحرمون بها باتباعهم للحمية النباتية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)