الجزائر

الناشطة الحقوقية حياة الرايس ل “الجزائر نيوز": الإسلاميون قد يكونوا مناضلين لكنهم ليسوا سياسيين ناجحين



الناشطة الحقوقية حياة الرايس ل “الجزائر نيوز
ترى الناشطة النسائية والكاتبة التونسية، حياة الرايس، أن تجربة حكم الحزب الإسلامي التونسي “النهضة"، كانت عبارة عن سلسلة من الأخطاء الفادحة، والمواقف الغبية والتجاوزات الدبلوماسية. وتقول الرايس، إن هذا التنظيم ومشتقاته من السلفيين، يعتمد كليا على خلفية تنظيم الإخوان المسلمين، وبحوزته قاعدة مخابراتية وعسكرية تبقيه صادما.
يزداد الوضع في تونس تأزما، خاصة بعد اغتيال الناشط شكري بلعيد، وذهبت تأويلات وتحليلات البعض إلى حد القول إن التيار الإسلامي بكل أطيافه المعتمدة وغير المعتمدة، بعد هذه العملية بلغ طريقا مسدودا؟
اغتيال الشهيد شكري بلعيد، جاء نتيجة تصعيد مناخ العنف من طرف السلفيين بكل مشتقاتهم، لأنهم ليسوا مهيكلين في حزب معين، هم كثر ومشتتين، لا يمكن حصرهم في مجموعة واحدة، فيهم السلفيين المتطرفين والجهادية السلفية وأنصار الشريعة وتنظيمات أخرى ترجع إلى القاعدة وبن لادن وأبو عياض والنهضة أيضا، وبعض المتدينين كانوا من أول الثورة يهيئون لمناخ من العنف بتهديدات مباشرة، على لسان أعضاء هذا الحزب، خاصة، حبيب اللوز، المعروف بتشدده والذي هدد شخصيات عدة والجالية اليهودية بالحرق علنا. كما هناك قوائم نزلت بالأسماء وأحداث أخرى في سليانة مثلا ومنوبة، قوبلت بتواطؤ بعض المسؤولين مثل علي العريب، الذي اعتبر الفاعلين أبناء تونس لا يمكن معاقبتهم. كان هناك تساهل كبير شجعهم على خطوة الاغتيال.
الآن انتقلنا إلى مناخ بعد الاغتيال، لأن كل الناس صدمت وحزنت، لأنه اغتيال للأمن والحرية.
هل يمكن قراءة الصراع السلبي بين الإسلاميين والعلمانيين في الشارع التونسي، سببه قلة خبرة حزب النهضة ومن ورائها الإخوان المسلمين في التسيير السياسي والثقافي للبلاد؟
الإسلاميون الآن يتخبطون، لا يعرفون ماذا يفعلون، لماذا خرجوا في مسيرة مليونية، بعد أن امتنعوا عن تشييع جثمان شكري بلعيد. هم قالوا إنهم خرجوا لمساندة الحكومة، بيد أنهم يتحركون خبطا عشواء في محيط يريدون أن يتنازل لهم عن الكراسي كلها. التيار الإسلامي في تونس يرفض تغيير الحكومة، منذ ثلاثة أشهر، لأنه يرفض التخلي عن وزارات السيادة التي تمثل لديه السلطة. النهضة لا يهمها مصلحة الشعب التونسي، وهي تسير البلد بعقلية الغنيمة. هذه العشوائية يمكن اعتبارها حالة طبيعية، لأن الاسلاميين هم خريجو السجون، قد يكونوا مناضلين ولكنهم ليسوا سياسيين ناجحين. لقد أخبرناهم منذ البدء، أن الحكومة يجب أن تبنى على أساس الكفاءات أن تكون وطنية، وليس شيئا آخرا، إلا أن النتيجة كانت كارثية، مشاكل دبلوماسية، غباء، جهل كبير وأخطاء لا تحصى.
كتبت بعض الأقلام المحللة، أنه على النهضة أن تفصل في اختيارها، إما النموذج التركي أو الإسلام المتشدد؟
يعيش حزب النهضة انشقاقا كبيرا في صفوفه، بين الفريق المتطرف بقيادة الغنوشي وحبيب اللوز وصادق شورو، والفريق المعتدل بقيادة حمادي جبالي وسمير ديلو القريبان من المسار الديمقراطي. وبلغ انشقاق الطرفان عندما قدم الجبالي مقترح انفتاحي، فهددوه بالعزل والتنحية، ولكن الجبالي كان جريئا وتمسك بمقترحه ومازلنا في هذا الوضع. والسلفية بمشتقاتها في تونس، في حالة كر وفر، وهي غير راضية على سياسة حزب النهضة، لأنها لا تؤمن أصلا بالديمقراطية كونها اختراع غربي. السلفيون لا يعجبهم سلوك النهضة، لأنها تهادن وتغض الطرف، إلا أنهم مهما اختلفوا، واختلافهم ظاهري، يشكلون جميعهم عائلة واحدة، ويعدون الجناح العسكري والذخيرة الانتخابية للنهضة.
في رأيك، كم سيلزم الإسلاميين من الوقت ليجربوا أساليبهم ويعلنوا فشلهم أو انسحابهم من المشهد السياسي التونسي؟
النهضة لن تنسحب، ولا يمكن التعامل معها إلا على أساس أنها واقع، لها حضورها وبعض الشعبية أيضا. هي واقع سياسي يجب أن نعترف به، ولا أعتقد أنها ستسلم الحكم إلى غيرها. هم متمسكون بالوزارات السيادية، والغنوشي سبق أن قال إنه لن يفرط في الحكم بعد أن وصل إليه، ولو على جثث الآخرين. لا ننسى أيضا أن للإسلاميين أجهزة مخابراتية وعسكرية تجعلهم لا يسلمون الحكم بين عشية وضحاها. ولهم امتداد في تنظيم الإخوان المسلمين، وهم تنظيم كامل كما نعلم. لهذا لن أوهم نفسي بشيء، فهم يهادنون نعم، ولكن لن يسلموا السلطة، ولن يقبلوا بمنافس أيضا لإحداث التوازن السياسي، وعدوهم الأساسي هو “نداء تونس" الذي أطلقه، الباجي قائد السبسي، لمنع (تغول) أي حزب تونسي.
حاورتها: نبيلة. س
![if gt IE 6]
![endif]
Tweet
المفضلة
إرسال إلى صديق
المشاهدات: 2
إقرأ أيضا:
* الإخوان يعيدون إنتاج “النظم المستبدة" بطريقة جديدة
* الإسلاميون في إدارة شؤون دول الربيع العربي؟.. الشارع السياسي يخلط حسابات الإخوان...
* كمال راشدي أستاذ العلاقات الدولية بكلية الإعلام والعلوم السياسية بالعاصمة: الإخوان لا يقدرون السلطة جيدا عندما يكونون خارج الحكم
* زوبير عروس، الباحث في علم الاجتماع السياسي ل “الجزائر نيوز": الإسلاميون الذين تولوا الحكم لم يكونوا مستعدين لمعالجة الملفات الكبرى
* الأرصاد الجوية تتوقع أن تشمل 11 ولاية.. عودة موجة البرد والثلوج تتسبب في قطع 14 طريقا في 5 ولايات
* بعدما كان مقتصرا على الأساتذة الجدد فقط.. وزارة التربية تعمّم التكوين المتخصص على جميع المربين
* تنظم على أساس الشهادة وتتعلق بثلاثة تخصصات.. مسابقة لتوظيف 995 مقتصد ومستشار التوجيه المدرسي السبت المقبل
* تيزي وزو: سكان “إيفوزال" بآث عيسى ميمون يغلقون مقر البلدية
التعليقات (0)
إظهار/إخفاء التعليقات
إظهار/إخفاء صندوق مربع التعليقات
أضف تعليق
الإسم
البريد الإلكتروني


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)