ستة أيام من بداية التدخل الفرنسي في مالي، كانت كافية لتنقل الجماعات الإرهابية نيران الحرب إلى الأراضي الجزائرية، ما يعني أن النيران المشتعلة في مالي جمرها في الجنوب الجزائري.
عملية عين اميناس التي أخلطت كل الأوراق الأمنية والدبلوماسية والسياسية، وقلبت المعادلة في المنطقة برمتها في ظرف وجيز، تجعلنا نطرح تساؤلات مشروعة عن مستقبل جنوبنا ووطننا في حال ما إذا طال أمد الحرب؟ كيف سنتعامل مع إفرازاتها وتداعياتها التي تبدو أن أولى شظاياها سقطت في عين اميناس؟ هل ستؤدي هذه العملية الاستعراضية للجماعات الإرهابية إلى تغيير الموقف الجزائري مما يجري في مالي ونجد أنفسنا في وسط حرب كثيرا ما رفضناها؟ أم أن الجزائر لها من الأوراق ما يمكنها من تجنب الانزلاق في المستنقع المالي؟.
الأكيد، أن التطورات الميدانية في صحرائنا الشاسعة، أجابت على كثير من الهواجس، التي تسكننا من منطلق الغيرة على أمن الجزائر واستقرارها، بل أكثر من ذلك نبأتنا ونبهتنا أيضا إلى أن استمرار الحرب على حدودنا الجنوبية، وطول أمدها، ستكون نتائجها وخيمة على البلد، على الجزائر، وما تهديد وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا باستعداد بلاده لاتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحل معضلة الرهائن الأمريكيين في الجنوب إلا دليلا على ذلك، فما معنى كل الإجراءات الضرورية؟ ألا يعني أن خيار التدخل العسكري الأمريكي لتحرير الرهائن واحد من الإجراءات التي قد تكون ضرورية؟ ما نريد قوله في هذا المقام، هو أن الحرب لا تخدمنا، والمشاركة فيها بطريقة مباشرة آو غير مباشرة لا تخدمنا أيضا، ولكن الأخطر الآن: أن البقاء على الحياد لا يخدمنا كذلك؟...إنها المعضلة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الحياة العربية
المصدر : www.elhayatalarabiya.com