شاءت الأقدار أن يجد السيد عبد المجيد محناح، البالغ من العمر 64 سنة من مواليد تونس وتعود أصوله إلى مدينة عين ولمان بولاية سطيف التي تركها أجداده سنة 1900 ليستقر بهم المطاف بضواحي مدينة الكاف هروبا من بطش الاستعمار الفرنسي الذي لحق ظلمه كل ما له صلة بالجزائر، فهذا الناخب الذي يقطن بمنطقة نائية تسمى القلعة الخصبة والتي تبعد عن مكتب الاقتراع الكائن بمقر القنصلية الجزائرية بالكاف ب 64 كلم أبى إلا أن يقطع هذه المسافة بكل عزم وإصرار ليؤدي واجبه الانتخابي الخاص بالتشريعيات رغم العوز والحاجة البادية على محياه.
وفي حديث له مع وأج؛ تطرق للأسباب التي حفزته للنهوض باكرا وقطع هذه المسافة بحثا عن مقر القنصلية وقال ''إنها تعود إلى الحب الكبير الذي أكنه لوطني الأصلي والرغبة في الوقوف إلى جانبه سواء كان ذلك في السراء أو الضراء ومهما كان الأمر، إلى جانب التطلع لرؤية العلم الجزائري بألوانه الزاهية وهو يرفرف فوق إحدى مؤسسات بلادي''، فأنا -يضيف السيد محناح- ''لايمكنني أن أتخلف يوما ما عن تلبية نداء الجزائر التي ضحى من أجل حريتها ومجدها أجدادي وآبائي بالغالي والنفيس رغم قلة الحاجة التي أنا فيها وهذا هو سر مبعث قوتي وإرادتي الذي أتقاسمه مع الكثير من أبناء وطني الأم بالمهجر وغير المهجر''.
الناخب محناح الذي يعاني من البطالة منذ أمد بعيد يعيل أسرة من 10 أفراد ويعيش في بيت ليس مثل باقي بيوت الناس من شدة خرابه، حيث لا تكاد عين المرء إذا ما مر بجانبه أن تراه لالتصاقه بالأرض التي ورثها عن أجداده لكن رغم هذه الحالة فقد عبر عن افتخاره أمام الناخبين الذين توافدوا من القرى والمداشر المحاذية للحدود الجزائرية لأداء واجبهم الانتخابي، معتبرا أن مشاركته في عملية الاقتراع تعني -كما قال- ''إنني مازالت على قيد الحياة ومن واجبي نصرة الجزائر وحمايتها وتقويتها لتعتلي المكانة اللائقة بها بين الأمم''.
ويرى هذا العنصر من أفراد الجالية الجزائرية أن المشاركة في الانتخابات التشريعية شيء يسير في حق الجزائر لا يجوز التباهي به لأنها عظيمة وتحتاج لما هو أكثر وأعظم لكونها هي الحياة والملجأ لكافة أبنائها مهما بعدوا عنها وتشعبت بهم السبل... وتوقف صاحبنا برهة من الزمن ليتنهد والدموع تذرف من عينيه ليواصل كلامه داعيا كافة الجزائريين أينما كانوا شبانا وشيبة ذكورا وإناثا للوقوف بجد إلى جانب الوطن في هذا العرس الانتخابي وتجنيبه شماتة الأعداء فيه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المساء
المصدر : www.el-massa.com