أعرب نمير جلول الناجي الوحيد من سقوط طائرة عسكرية بجبل بوفرطاس في أم البواقي (2014)، عن رغبته في زيارة مكان الحادثة حال تماثله للشفاء للترحم على رفقائه الشهداء، الذين ما تزال صورهم محفورة في ذهنه ولا تأبى مفارقه.واعتبر جلول في تصريحات ل"الشروق"، يوم 11 فيفري بمثابة يوم ميلاد ثان كتبت له فيه حياة جديدة، في حين كُتب لرفقائه لقاء ربهم. وأضاف المتحدّث، بأنّ ذلك اليوم سيبقى محفورا في ذاكرته ولن ينساه طوال حياته، راضيا بقضاء الله وقدره.
"الشروق" زارت، أول أمس، الناجي الوحيد من سقوط الطائرة العسكرية، بمسقط رأسه بسيدي عيسى ضواحي بلدية توقريت في الشلف؛ فكان أول من أطل علينا من بيته واستقبلنا بكل حفاوة.
جلول عاد إلى وقائع تلك المأساة، وطالب أهالي الضحايا والشعب الجزائري بأن يدعوا لشهداء الواجب بالرّحمة قائلا:"انهينا التربص بعين امقل في تمنراست، فتم توجيهي إلى جيجل؛ فامتطينا الطائرة بصفة عادية برفقة زملائي وكانت ورقلة وغرداية المحطتين المواليتين، حيث غادر العديد من الزملاء الطائرة، ثم واصلت الطائرة تحليقها وكنت أجلس مع رفقائي في مؤخرتها، نضحك ونستعيد ذكرى التربص بالقرب من الجناح، أين همس لي احد رفقائي قائلا أنني سأصل بإذن الله إلى عملي وطلب مني أن أعتني بنفسي قبيل أن تنتهي رحلتهم جميعا بمأساة".
ومضى جلول قائلا: "بعدها حصل ما كان غير متوقع وكل شيء حدث في ثوان، دخلت بعدها في غيبوبة، بعدما قذفتني قوة الصدمة إلى خارج الطائرة، ولم استفق إلا بعد أشهر بالمستشفى العسكري بقسنطية؛ فخضعت لثلاث عمليات جراحية على مستوى الرأس والظهر والرجلين، وأصبح بعدها يوم الجمعة يوما مباركا في حياتي لأنني استفقت فيه من غيبوبتي وفتحت فيه بصري، ثم استرجعت نطقي في يوم جمعة آخر، وكان إحساسي بنجاتي أنا الوحيد بمثابة نعمة ومعجزة من الله".
وختم جلول حديثه ل"الشروق"، بطلب تدخل السلطات العسكرية لمساعدته على تقاضي منحته التي توقفت طوال فترة علاجه، وذلك رغم حيازته لوثائقه القانونية، وتسريحه من عمله بشهادة طبية قدر فيها الأطباء عجزه بتسعين بالمئة على حدّ قوله.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/02/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ع سفيان
المصدر : www.horizons-dz.com