الجزائر

الناتو ومعضلة صواريخ ''سام ـ7 '' الليبيةستريلا،،، التنظيمات المتطرفة والغد الغامض




أشار ممثل جبهة البوليزاريو بالمملكة المتحدة لمين باعلي أمس الاثنين بلندن إلى أن الوضع في مدينة الداخلة يستدعي ''التعجيل'' في وضع آلية لحماية حقوق الإنسان من قبل الأمم المتحدة.
وأوضح السيد باعلي ''أن الوضع السائد حاليا بالداخلة يعكس القمع العنيف الذي يتعرض له الشعب الصحراوي يوميا في الأراضي المحتلة بحيث يتطلب هذا الوضع التعجيل بوضع آلية أممية لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية''. 
 وقال ممثل البوليزاريو ''بأن الداخلة محاصرة منذ أيام بحيث تمنع السلطات المغربية الصحافة من الدخول إلى المدينة من أجل التستر عن المعاملات الوحشية التي يتلقاها الصحراويون المحاصرون'' موجها نداء عاجلا لإرسال بعثة تحقيق دولية للصحراء الغربية. 
ودعا ذات المتحدث إلى قيام وفود أجنبية بزيارات ميدانية لكي تتطلع على ما حدث مؤخرا بالفعل في الداخلة وتعد تقارير بغية ''اطلاع المجتمع الدولي بالأعمال التي يرتكبها المعمرون المغربيون''. 
 ودعا الرئيس الصحراوي السيد محمد عبد العزيز الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة وجهها له بتاريخ 26 سبتمبر إلى التدخل العاجل من أجل ''إنقاذ حياة المدنيين الصحراويين العزل من القمع المغربي'' في مدينة الداخلة. 

تتواصل عملية الشد والجذب بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة التي تسعى لإرغامها على العودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة مع إسرائيل في وقت يصر فيه الفلسطينيون على وقف تام لكل الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية قبل الجلوس مجددا على طاولة التفاوض.وجدد الفلسطينيون أمس مطلبهم بضرورة وقف الاستيطان في رد واضح على الموقف الإسرائيلي الذي رحب بمبادرة اللجنة الدولية الرباعية التي دعت إلى استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي قبل انقضاء العام القادم.
وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات انه ''إذا وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي على بيان الرباعية فإنه يتعين عليه قبل ذلك الالتزام بوقف الاستيطان بما فيها نموه الطبيعي ويقبل بمبدأ حدود 1967 لأن ذلك ما طالبت به اللجنة الرباعية بشكل واضح''.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن أمس موافقته على مقترح اللجنة الرباعية لتفعيل العملية السلمية المتعثرة منذ سنوات وذهب إلى مطالبة الفلسطينيين بقبول هذا المقترح دون تأخير.
ولكن نتانياهو دعا الفلسطينيين إلى الموافقة على مقترح اللجنة الرباعية من دون شروط مسبقة رغم إدراكه المسبق ان الاستيطان يبقى عقبة رئيسية أمام أي مسعى لتفعيل عملية السلام.
وهو ما جعل صائب عريقات خلال لقائه أمس بنبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بالقاهرة يؤكد ان بيان الموافقة الإسرائيلي يبقى مجرد مناورة جديدة تسعى من خلالها حكومة الاحتلال إلى خداع المجموعة الدولية بإيهامها أنها تمد يد السلام إلى الفلسطينيين ولكنهم يرفضون بوضعهم شروط مسبقة بإصرارهم على وقف الاستيطان.
وتدرك المجموعة الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة ان الاستيطان يبقى العقبة الرئيسية أمام أي مسعى لتفعيل مفاوضات السلام ولكنها لا تتجرأ على اتخاذ أي موقف يرغم إسرائيل عن وقفه من اجل تهيئة الظروف المناسبة لإجراء مفاوضات جادة.
بل على العكس فقد رمت واشنطن بكل ثقلها على الطرف الفلسطيني لحمله على قبول مقترح اللجنة الرباعية التي كانت لجأت إليها الإدارة الأمريكية بعد أن وجدت نفسها في مأزق بسبب رفضها المسعى الفلسطيني في افتكاك اعتراف دولي بدولتهم المستقلة عبر الأمم المتحدة.
وجددت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس دعوتها الفلسطينيين بالعودة إلى المفاوضات وقالت ان الانشغال الأهم بالنسبة للولايات المتحدة هو استئناف المفاوضات من اجل تحقيق تقدم حقيقي.
وتناست الوزيرة الأمريكية سواء عن قصد أو عن غير قصد انه لو كان هذا هو فعلا الانشغال الأمريكي لما انحازت إدارتها طيلة عقود إلى جانب الجلاد على حساب الضحية بل ان هذه الإدارة في كثير من المرات اضطرت إلى تغيير مواقفها مرغمة بعدما أزعجت إسرائيل ''حليفها المدلل''.
ثم كيف يمكن العودة إلى المفاوضات وتجارب الماضي أثبتت فشل هذا الخيار في ظل مواصلة إسرائيل تحديها لإرادة المجتمع الدولي في إقامة مزيد من الوحدات السكنية الاستيطانية التي تكاد تقضي على ما تبقى من ارض فلسطين المحتلة.
والحقيقة ان وزيرة الخارجية الأمريكية ومن خلال تصريحها الأخير بدت وكأنها تحاول التقليل من أهمية الطلب الفلسطيني الذي قدمه الرئيس محمود عباس للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وهو الطلب الذي تصر السلطة الفلسطينية على التمسك به وواصلت رحلتها من اجل كسب مزيد من الدعم الدولي، لكن هذه المرة من خلال لعب الورقة الكولومبية داخل مجلس الأمن الدولي بعدما ضمنت أصوات ثمانية أعضاء في المجلس وتبقى بحاجة إلى صوت واحد لتمرير طلبها.
ورغم أن هذا الطلب يبقى مهددا بإشهار الولايات المتحدة لورقة الفيتو فإن قبول أغلبية أعضاء مجلس الأمن للطلب الفلسطيني يشكل في حد ذاته انتصارا معنويا للفلسطينيين لأنه يؤكد ان كل المجتمع الدولي يقف إلى جانبهم ويؤيد إقامة دولتهم التي تنكرها عليهم الولايات المتحدة وإسرائيل.

الحديث عن اختفاء عشرة آلاف صاروخ أرض-جو من طراز ''سام ـ7 '' المعروف في لغة المختصين بصاروخ ''ستريلا'' الفتاك في سياق الانفلات الأمني في ليبيا واقتحام المراكز الأمنية في بداية الانقلاب على العقيد معمر القذافي يزرع الخوف من مستقبل غامض في هذا البلد وكل المنطقة بسبب خصائص هذا السلاح في حال وقوعه بين أيدي التنظيمات الإرهابية أو مهربي الأسلحة.
والرقم ضخم في حد ذاته لأنه يعد ترسانة حقيقية يمكن أن ترجح موازين معركة حربية بل انه يمكن أن يغير مجريات حرب بكاملها في حال وقوع مثل هذا العدد بين أيدي أي تنظيم أو جماعة والذاكرة التاريخية مازالت تتذكر الدور الذي لعبته صواريخ ''ستينغر'' الأمريكية المشابهة لها خلال الحرب الأفغانية-السوفياتية ثمانينيات القرن الماضي والتي مكنت من هزم الجيش الأحمر بعد عشر سنوات من حرب مدمرة في هذا البلد.
ولأن رقم عشرة آلاف صاروخ من هذا الطراز كبير جدا فإن جل الخبراء العسكريين بدأوا يدقون ناقوس الخطر من تبعات انتشاره الفوضوي ليس فقط على الطائرات الحربية كونه العدو اللدود للطائرات المروحية ولكن أيضا بالنسبة للطائرات المدنية وخاصة في حال وقوعه بين أيدي التنظيمات الإرهابية المتطرفة في منطقة الساحل مثلا.
ولم تكن تحذيرات الرئيس النيجيري يوسوفو محمادو الأخيرة بوجود عمليات تهريب ضخمة للأسلحة الليبية ووصولها إلى أيدي تنظيمات إرهابية في دول الساحل سوى الظاهر من جبل جليد لم يكشف عن كل خباياه.
وهي أيضا التحذيرات التي جعلت مسؤولين جزائريين يحذرون من تبعات ذلك الانفلات الأمني والعواقب الكارثية التي يخلفها التدخل العسكري الأطلسي في ليبيا وهو ما تأكد الآن بعد أن نشرت مجلة ''دير شبيغل'' الألمانية خبرا مفزعا باختفاء عشرة آلاف قطعة من هذا الصاروخ.
ويفتح مثل هذا الخبر الباب أمام سيل من التكهنات حول الجهات التي يمكن أن تكون هذه الترسانة قد وقعت بين أيديها. فهي يمكن أن تكون مازالت في ليبيا لدى تنظيمات سياسية تخشى أن لا تجد نفسها في أية ترتيبات سياسية قادمة في الخارطة السياسية لهذا البلد لما بعد نظام القذافي وتكون قد اخفت بعضا منها لإخراجها متى رأت ضرورة لذلك لفرض وجهة نظرها على من يعاديها. وإما أن تكون قد استحوذ عليها تجار الأسلحة والمهربين لمختلف الممنوعات لاستغلالها في سوق سوداء مزدهرة وخاصة في ظل حالة عدم الاستقرار الذي تشهده عديد الدول الإفريقية بل وفي مناطق ساخنة أخرى من العالم.
ولكن الاحتمال الأكثر ورودا في سياق الأحداث التي أفرزتها الأزمة الليبية أن يكون العدد الأكبر من هذه الأسلحة الفتاكة قد وقع بين أيدي تنظيم القاعدة في منطقة المغرب الإسلامي التي وجدت في مناطق شمال مالي والنيجر والى غاية موريتانيا معاقل آمنة لها. 
ولا يبدو الرقم مبالغ فيه فمن شاهد صور اقتحام قصر باب العزيزية آخر معاقل العقيد الليبي في العاصمة طرابلس والأسلحة التي كان يحملها أطفال لم يبلغوا مرحلة الرشد كان بإمكانه أن يطرح السؤال من أين جاءت كل هذه الأسلحة والى أين سيذهب بها حاملوها في فوضى سادت المكان وكأنهم في بازار لبيع وشراء كل ما هو فتاك.
ويكون قادة حلف الناتو حسب الصحيفة الألمانية قد أدركوا خطورة الوضع وعقدوا لأجل ذلك اجتماعات سرية لبحث الموقف وأكدوا أن خطورتها قد تمتد من كينيا إلى قندز في أفغانستان لتأكيد خطورة هذا التسريب ولكن ضميرهم تحرك بعد فوات الأوان وبعد أن تجاهلوا كل تحذيرات دول الجوار والاتحاد الإفريقي من انعكاسات عمل عسكري بمثل الذي تعرضت له ليبيا.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)