الجزائر

الناتو مطلوب في ليبيا!



الناتو مطلوب في ليبيا!
مرت أشهر على مقتل القذافي وأسر نجله وتفكيك نظامه، لكن ليبيا لم تعرف الأمن بعد، وها هو الموت يتصدر واجهة الأحداث في هذا البلد المفتوح على كل الأخطار، وها هي ليبيا تنزلق يوميا نحو الحرب الأهلية في مجتمع قبلي يحتكم إلى النعرات القبلية والتعصب القبلي، أكثر من إيمانه بالقانون وبلغة الحوار الديمقراطي الذي ضحك عليهم به برنار هنري ليفي، عراب الثورة الليبية.
حتى بعثة المحكمة الجنائية الدولية لم تسلم من التهور الحاصل في ليبيا، حيث اعتقل أعضاؤها وزج بهم في السجن، ولم ينفع نداء مصطفى عبد الجليل، المطالب بإطلاق سراحهم، فلا أحد له سلطة في ليبيا غير سلطة الرصاص.
فمن يحكم ليبيا إذن؟!
سؤال يطرح بقوة اليوم، ولا أحد يستطيع الإجابة عنه، بعدما انهارت كل التوازنات التي كانت قائمة في عهد القذافي، السبب الذي جعل العقلاء يحذرون في بداية الأحداث الليبية من إزاحته عن طريق القتل، لأن هذا سيفتح البلاد على حروب ثأر، وتغرق معه البلاد في فوضى لن يكون من السهل السيطرة عليها، وتجربة لبنان خير دليل على الحروب القبلية والطائفية.
أول أمس سقط العشرات في أحداث جرت بين قبيلة التبو وقوات الجيش الليبي، وقبلها وقعت أحداث بين قبيلة التبو والزوية، راح ضحيتها أبرياء وأحرقت منازل وشردت عائلات..
ليبيا تواجه اليوم مصيرا مجهولا بمفردها، لا برنار ليفي، ولا الجزيرة، ولا ساركوزي ولا كل جيوش الدنيا قادرون على إعادة الاستقرار لهذا البلد الذي عانى الكثير على يد القذافي، ويعاني اليوم أكثر بعدما صارت القوات المرتبطة بالجيش الليبي تقصف المدنيين، تماما مثلما فعل القذافي في بداية الأزمة عندما استعمل كل أنواع السلاح الذي تمتلكه ليبيا لقتل المدنيين للقضاء على المنشقين عن نظامه.
ألم يكن هذا السبب المباشر الذي جعل الناتو يشن حربا على ليبيا ويقتل القذافي، حماية للمدنيين؟ ها هو الجيش الليبي الجديد يقصف قبائل التبو ولا أحد يدين هذا التصرف، تماما مثلما يقصف الجيش النظامي في سوريا المدنيين، ومع ذلك لا نسمع بيانات الإدانة والتنديد، والمطالبة بالتدخل الأجنبي لحماية المدنيين في الكفرة وفي الزنتان ولا تذرف "الجزيرة" وأميرها دموع التماسيح التي تذرفها اليوم على مجازر سوريا..
ليبيا قنبلة موقوتة في وجه العالم، وستنفجر آجلا أم عاجلا في وجه الجميع، وأمام كمية السلاح المتداولة هناك، حيث ثمن الصاروخ ينافس ثمن رغيف الخبز، لا يسعنا إلا الصلاة لتغليب العقل على الجنون.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)