الجزائر

الناتو دائم التحليق فوقها ولا أحد يعرف أين يوجد القذافي ''الخبر'' في باب العزيزية حيث وُلدت ''زنفة.. زنفة''



لا يمكن أن تزور العاصمة طرابلس في حال الحرب أو السلم دون أن تقف عند حصن باب العزيزية، الذي تعرض عام 1986 لقصف أمريكي بحجة الانتقام لتفجير ملهى في برلين قتل فيه جنود أمريكيون . ولا يمكن لأحد أن يعرف أين يوجد القذافي وأين يقيم ولا كيف يتنقل، بينما لا تكف طائرات الناتو عن قصف المكان تقريبا كل ليلة.
 باب العزيزية اليوم بعد 25 سنة استعاد تلك الأجواء في ظل قصف الناتو المتواصل عليه منذ نهاية شهر مارس الماضي. وباب العزيزية هذا هو عبارة عن إقامة واسعة للعقيد معمر القذافي تضم مبان سكنية لمواطنين وتضم ثكنة كبيرة للجيش، إلى جانب إقامة القذافي، المنزل والخيمة، حيث توجد خيمة كبيرة لضيوفه. ويوجد أيضا في باب العزيزية مكاتب إدارية ومكتبة خاصة بالقذافي. وليس هذا فحسب، بل فيها أيضا حديقة صغيرة للحيوانات بطلب من القذافي، المولوع بالإبل على حسب ما قيل لنا. وما يظهر في وسائل الإعلام الدولية من باب العزيزية ليس سوى ساحة صغيرة منه تقع قبالة المنزل الذي قصفه الطيران الحربي الأمريكي عام 1986، وهو المنزل الذي بقي على حاله ولم يتم تهيئته، وهو المكان نفسه الذي خرج منه القذافي في الأيام الأولى لقصف الناتو شهر مارس الماضي، مرة داخل سيارة وتحت مظلة، ومرة وهو يلقي خطبته الشهيرة زنفة زنفة، بيت بيت.. إلى الأمام إلى الأمام . وهو المكان نفسه الذي تحدثت منه ابنته عائشة القذافي للعالم ويظهر بجنبها رمز اليد الممسكة بالطائرة.
وقد تحولت الساحة منذ ثلاثة أشهر أو أكثر إلى مكان لتجمّع أنصار القذافي من الليبيين ومن جنسيات كثيرة، حيث تقام لهذه العائلات حفلات ساهرة كل ليلة، بينما تم نصب خيم للمقيمين.
وخلال الزيارة التي قادتنا إلى باب العزيزية برفقة فريق تلفزيوني للقناة الثانية الفرنسية، ليلة الأحد إلى الاثنين، وجدنا مئات الليبيين والأجانب في الساحة يغنون ويرقصون، مثلما دعاهم القذافي لذلك. وبالقرب من الساحة توجد روضة صغيرة للأطفال، صادف وجودنا بها تنظيم احتفال بعيد ميلاد طفلة صغيرة، وكان الاحتفال استعراضيا لا يدل تماما على أجواء الحرب.
لكن الذين شهدوا الأيام الأولى للقصف، وخصوصا يوم 6 جوان الماضي الذي تم فيه قصف باب العزيزية بأكثر من 60 صاروخا، يقولون إنهم رأوا الجحيم. وفي هذا السياق يقول أحد الليبيين المكلفين باستقبال وسائل الإعلام، إنه في تلك الليلة اهتزت الأرض في باب العزيزية. وساد غبار كثيف ومخيف، لكن الغريب حسب المتحدث هو سماع زغردة نساء في هذا الجو الرهيب رغم أن عددا كبيرا من المعتصمين تملّكه الخوف الشديد وهو يحس بالأرض ترتج من تحت أقدامه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)