النّص المعجمي ؛ مفهومه ومقوماته في ضوء الصّناعة المعجمية الحديثة

إنّ الحديث عن النّص المعجمي هو حديث في صميم المعجمية المعاصرة، وعلى الرغم من أهميته إلاّ أنه لم يحظ باهتمام الباحثين المعجميين، وتعــــــــد أهم محاولة في هذا اتجاه التّنظير للنص المعجمي محاولـــة المعجميين «محمد رشاد الحمزاوي»، و»إبراهيم بن مراد»، فقد نظّرا له في العديــد من بحوثهما، وذلك حين حديثهما عن مقتضيات الصناعة المعجمية. فللمعجم نص قائم الذات يعتبر بنيته الدنيا التي لها ثوابتها وخصائصها وهي ما نسميه النص الصغير أو النص الأساس، فالمعجـم مكون من الآلاف بل من ملايين النصوص الصغيرة، وهو يكوّن بالتّالي النّص الكبيــر الّذي يحوي جميع النّصـــوص الصّغيرة، أما إذا قارنا المعجم بأنواع النصوص الأخرى، مهما كان نوعهــا، فإننا نستطيع أن ندعو المعجم بأنه النص الأكبر من حيث الكمّ وكذلك من حيث الكيف لأنه يحتوي، زيادة على أغلب مفردات اللغة، على كل القضايا الصوتية والدلالية والنحوية والصرفيـــة والبلاغية والأسلوبية والأدبية والتاريخية، فلا يمكننا أن نتحدث عن النظريات المعجمية وممـــارساتها وعن مدى تطابـــق النظريات واستعمالاتها في متن المعجم، ما لم تكن لنا فكرة واضحـة عن مفهوم النّص المعجمي الذي تعد دراسته جديدة من قضايا المعجمية اليوم، دراسة معجمية تعرض علينا أسسه ومفاتيحه حتى نعتمدها مقياسا نقيس به صلة النظريات المعجميــة بتطبيقاتها.